ما أهمية الانتصارات التي تسطرها المقاومة الوطنية والجنوبية والتهامية في الساحل الغربي؟

بدأ الخناق يضيق شيئا فشيئا على مليشيات الحوثي في الساحل الغربي، عقب الهجوم الواسع للمقاومة اليمنية، المدعومة من القوات الإماراتية، ضمن التحالف العربي، حيث باتت عملية طردهم من مدينة الحديدة وتحرير مدينة تعز وريفها وشيكة.

وشنت قوات المقاومة الوطنية والتهامية والجنوبية، منذ فترة وجيزة، عملية ضخمة على محور الساحل الغربي، تحت غطاء جوي مكثف من مقاتلات ومروحيات الأباتشي التابعة للقوات الإماراتية، نجحت على إثرها في تحقيق تقدم كبير، وانتزاع مناطق وجبال استراتيجية من المليشيات الحوثية الموالية لإيران.

وأتاح التقدم الذي وصفه عسكريون بالحاسم في هذه المعركة المهمة التي تشهدها المناطق بين محافظتي تعز والحديدة، (أتاح) للمقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن، طارق محمد عبدالله صالح، والمقاومة التهامية والجنوبية إحكام كامل للسيطرة على مفرق المخا ومحيطه، قبل أن تتقدم لتسيطر على مفرق البرح وسلسلة الجبال المحيطة.

وتظهر خريطة التقدم الميدانية للمقاومة، المسنودة من القوات الإماراتية أن المقاومة سيطرت، في 4 مايو الجاري على جبال استراتيجية ومهمة تطل على مفرق البرح، قبل أن تواصل تقدمها نحو مفرق البرح الاستراتيجي لتقطع طرق إمداد المليشيات في مقبنة والوازعية وموزع وحوزان والعمري وكهبوب.

وفي 6 مايو، سيطرت قوات "ألوية العمالقة" اليمنية بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، على مفرق المخا غرب تعز، محكمة سيطرتها الكاملة على المنطقة، ونجحت في تصفية جيوب وأوكار ميليشيات الحوثي والسيطرة على سلسلة جبلية مطلة على الطريق الرئيسي كانت يتمركز فيها قناصة الحوثي والتبة السوداء.

تغير المعادلة العسكرية

واعتبر خبراء أن التطورات الميدانية ستغير المعادلة العسكرية على مستويات عدة، إذ ان السيطرة على البرح ومفرقها وهو جزء من المدينة، يعني عمليا تحرير مديرية مقبنة وجبالها الاستراتيجية وهو الأمر الذي يعني بالضرورة فك الحصار عن تعز وريفها من الغرب وربطها وجبهاتها بالساحل الغربي.

كما سيحرم تحرير البرح المليشيات من طريق الإمداد جنوب غرب تعز ويؤمن بذات الوقت طريق الساحل الغربي وطريق تعز-التربة– لحج، مايعني عسكريا الاقتراب من تحرير تعز وريفها.

ولحسم معركة البرح ومفرقها وطريقها الاستراتيجي، تبعات أخرى تبدو أكثر قسوة على المليشيات الموالية لإيران، إذ يصبح التقدم لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي أكثر سلاسة وأقل تكلفة بالنسبة للقوات المتقدمة على الأرض، ذلك أن المليشيات خسرت مواقع هامة كانت توفر لها أماكن لقصف المناطق المحررة على الساحل الغربي، وتهديد الطرق الرابطة بينها.

وهي ذاتها الطرق المؤدية إلى مدينة الحديدة، التي ستجعلها هذه الانتصارات على موعد أقرب بكثير مما كان متوقعا مع التحرير ورفع الانقلاب عن كاهلها، وبهذا تكون انتصارات الساعات الأخيرة، بحسب خبراء، قد طوت جزء كبيرا من معركتي الساحل الغربي وتحرير تعز.