وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أهمية الوحدة الخليجية في مواجهة إيران

الرياض (رويترز) - سلط وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الضوء على ضرورة الوحدة الخليجية يوم الأحد خلال زيارة قصيرة للعاصمة السعودية الرياض في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لحشد تأييد حلفائها لعقوبات جديدة على إيران.
 
وطمأن بومبيو السعودية بأن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي، الموقع مع إيران في 2015 والذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين لإصلاحه لضمان عدم امتلاك طهران أسلحة نووية أبدا.
 
وقال بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ”إيران تزعزع استقرار هذه المنطقة بأكملها... تدعم جماعات مسلحة وجماعات إرهابية من الباطن. إنها تاجر أسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن. إنها تساند نظام الأسد القاتل (في سوريا) أيضا“.
 
وذكر بومبيو أيضا الخلاف بين بعض الدول الخليجية وقطر وقال ”الوحدة الخليجية ضرورية ونحن نحتاج لتحقيقها“.
 
وقال بومبيو للصحفيين ”نأمل في أن يتوصلوا إلى ذلك بطريقتهم... وحل الخلاف بينهم“.
 
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أوقفت الحركة والتجارة مع قطر في يونيو حزيران الماضي متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران.
 
وتسعى الولايات المتحدة، التي لها قواعد عسكرية في قطر وبعض الدول الأخرى التي على عداء معها، للتوسط من أجل حل الخلاف مع قطر. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة، في وقت مبكر من وقوع الأزمة، وقوفه إلى جانب السعودية والإمارات لكنه يسعى حاليا إلى حل للحفاظ على جبهة موحدة ضد إيران.
 
وكان مسؤولون كبار في الخارجية الأمريكية قالوا إن بومبيو سيناقش خلال محادثاته مع المسؤولين السعوديين سلوك إيران في المنطقة ويدعو لعقوبات لكبح برنامجها للصواريخ الباليستية وهو ما جاء على هوى نظيره السعودي.
 
وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية أكثر من 100 صاروخ وصلت إلى الأراضي السعودية قتل آخرها مواطنا سعوديا يوم السبت في منطقة جازان بجنوب البلاد.
 
وتتهم الولايات المتحدة وقوات التحالف، التي تقودها السعودية وتدخلت في الحرب الأهلية اليمنية 2015، إيران بإمداد حلفائها من الحوثيين بالصواريخ.
 
* اتفاق نووي
 
التقى بومبيو لمدة 15 دقيقة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الأحد ثم توجه مباشرة إلى إسرائيل، عدو إيران اللدود، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
 
وفي وقت سابق الشهر الجاري قال الجبير إن السعودية ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا تحت قيادة الولايات المتحدة إذا جرى اتخاذ قرار لتوسيع التحالف.
 
ولدى سؤاله عن ارسال قوات سعودية إلى سوريا قال بومبيو ”سنجلس ونتحدث عن ذلك... وكيفية أن نضمن بأفضل صورة أن أمريكا لا تعمل بمفردها في هذا الشأن وأن دول الخليج تعمل بجانبنا“.
 
وقال بومبيو يوم الأحد ”حققنا فعليا بعض (التقدم مع الأوروبيين)“. وأضاف ”لا يزال أمامنا مزيد من العمل لنؤديه (معا) وهم قالوا ’عظيم سندعمكم إذا توصلتم إلى تعديلات‘“.
 
وقالت بريطانيا يوم الأحد إنها اتفقت مع فرنسا وألمانيا، اللتين وقعتا على الاتفاق بجانب روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، على أن هذا الاتفاق هو الأمثل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
 
وقال بيان صدر من مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ”تعهدنا بمواصلة العمل سويا عن كثب ومع الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع مجموعة التحديات التي تشكلها إيران بما في ذلك المسائل التي ربما يغطيها اتفاق آخر“.
 
وكبح الاتفاق الذي جرى إبرامه في عام 2015 أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم واستخدامه كوقود نووي بهدف ضمان عدم عودة طهران لتطوير قنبلة وفي المقابل رفعت معظم العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
 
ويرى ترامب ثلاثة عيوب في الاتفاق وهي عدم معالجته برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية يشتبه بأنها تتعلق بالبرنامج النووي والبنود المتعلقة بالفترة الزمنية التي تنقضي بموجبها القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات.