من هلوسات الحرب

لا شيء يُطربني
لا شيء يُبكيني
الماءُ من حولي
ورهنُ يدي
لكنه ما عاد يرويني
أنا ميّتٌ، من ذا يواريني
وعن الزمانِ المُر
يخفيني؟
أدعو سماواتي فتخذلني
وترُدني لكياني الطيني.
* * *
وظننتُ أن الشعر ينقذني
من عالمي
ويشدّني للعالم الأرقى
لكنه ما انفكّ يرهقني
ويشدني لجحيمه الأشقى
خلع الغشاوةَ عن حروفِ فمي
لترى به ما لم تكن تدري
ولا تلقى.
* * *
يا أخوتي في الحرف
أسألكم:
هل نحنُ موتى
غير مقبورينَ
أم أحيا ؟
الحرب تطوينا وتنشرنا
قهراً،
وتسلبُ وعيَنا الوعيا
وتريدنا حطباً لفتنتها
والناسُ في تفسيرها
تــْعيا.
* * *
أنا ميّـتٌ
والكونُ قبري
أهدرتُ أيامي
على جسرِ الأسى
وذرفتُ شعري،
ما فادني فهمُ الأمورِ
ولا انتفعتُ بطولِ صبري
وخرجتُ من دنياي
مخفوراً بأحزاني وقهري.

* من صفحة الشاعر والأديب اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح في فيسبوك - الخميس 19 أبريل 2018