فرنسا: أبرز تفاصيل هجوم تريب الإرهابي

أعلنت السلطات الفرنسية أنها اعتقلت امرأة على صلة بمنفذ الاعتداء المسلح الذي وقع الجمعة في متجر جنوب غرب فرنسا وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" لاحقا. وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص بالإضافة للمهاجم. وقال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولانس إن منفذ الهجوم شاب يبلغ(25 عاما) كان معروفا لدى السلطات لصلته بمتطرفين إسلاميين.

قال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولانس إن الشرطة اعتقلت امرأة على صلة بالمسلح الذي قتل ثلاثة أشخاص في بلدة تريب جنوب غرب فرنسا الجمعة.

واستولى المسلح على سيارة وفتح النار على الشرطة ثم احتجز رهائن في متجر قبل أن تقتله الشرطة. فيما أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" لاحقا في بيان نشرته أداته الدعائية أن منفذ "هجوم تريب هو جندي في الدولة الإسلامية".

وقال مولانس الذي يتولى التحقيق إن المهاجم الذي عرفه باسم رضوان (25 عاما) كان معروفا لدى السلطات لصلته بمتطرفين إسلاميين. وتابع "المراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات في 2016-2017 لم تكشف دلائل واضحة قد تؤدي بنا إلى توقع أنه سينفذ هجوما".

وكان وزير الداخلية جيرار كولومب صرح في وقت سابق من موقع الاعتداءات أن منفذ الهجمات في كركاسون وتريب (جنوب) يدعى رضوان لقديم (فرنسي من أصل مغربي) .

وقال كولومب إن "قوات الأمن الفرنسية قتلت مسلحا" كان يحتجز عدة رهائن داخل سوبرماركت، دون أن يكشف عن تفاصيل أوفر بشأن العملية الأمنية. وأوضح أن الرجل قد "تحرك بمفرده"، وأنه "كان معروفا لدى السلطات في جرائم صغيرة ولم يعتبر تهديدا إسلاميا".

وأوضحت مصادر أمنية أخرى بأن المشتبه به قتل ثلاثة أشخاص على الأقل قبل أن ترديه قوات الأمن، فيما أصيب أربعة آخرين بجروح في ثلاث هجمات متتالية. وقد تمكنت قوات الأمن من تحرير الرهائن، فيما بادل دركي نفسه مقابل الإفراج عن رهينة. وأصيب الدركي بجروح بالغة خلال عملية قتل المسلح.

وفور وقوع العملية، تنقل وزير الداخلية الفرنسي على جناح السرعة إلى عين المكان، فيما أكد الرئيس إيمانويل ماكرون من بروكسل أن عملية الاحتجاز هي "عملية إرهابية". وتابع"سأكون في باريس في غضون ساعات لمتابعة وتنسيق مجمل الإجراءات التي يجب اتخاذها"، مؤكدا "دعمه لكل الذين واجهوا هذا الوضع".

توقيف رفيقة منفذ الهجوم

وأجرت قوات الأمن عمليات تفتيش في الحي الشعبي بكاركاسون الذي يقيم فيه منفذ الاعتداءات. ووصلت إلى الحي عدة عربات لوحدات عناصر النخبة في الشرطة ملثمين مدججين بالسلاح ومرتدين سترات واقية من الرصاص.

وأعلن النائب العام بباريس فرانسوا مولانس أنه تم توقيف رفيقة لمنفذ الاعتداءات بتهمة "الاشتراك في عصابة أشرار على صلة بعمل إرهابي إجرامي".

كما أوضح النائب العام أن الجاني صاح "الله أكبر" لدى الهجوم وأكد أنه "جندي" في تنظيم - الدولة الإسلامية-، وأنه "مستعد للموت من أجل سوريا". وأضاف مولانس أن رضوان لقديم "طالب بإطلاق سرح رفاق له قبل أن يطلق النار على زبون وعلى موظف محل توفيا على الفور".

وبعد اللغط الذي أثير حول سوابقه، أكد النائب العام أن أجهزة الاستخبارات كانت تراقب لقديم وبأنه اعتبر متشددا نظرا لعلاقاته ب"الأوساط السلفية". ونفذ لقديم هجماته على ثلاث مراحل بحسب ما روت عدة مصادر قريبة من التحقيق.

وبدأ عملياته ب"سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطرة". ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي وأصابه بجروح. وكان هذا الأخير عائدا من ممارسة الركض نحو الساعة 11,15 ، ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث "قتل شخصين".

"تطرف"

وتمكن باقي الرهائن من الفرار، واحتجز لاحقا امرأة. فعرض اللفتانت كولونيل أرنو بيلترام (45 عاما) الذي أرسل إلى المكان، الحلول محل المرأة الرهينة.

ونحو الساعة 14,30 (13,30 ت غ) أصاب المهاجم الضابط بجروح خطرة بالرصاص وهو ما أدى إلى هجوم عناصر النخبة في الدرك، بحسب وزير الداخلية الذي أشاد "بالعمل البطولي" للضابط. وأصيب عسكري آخر بجروح في الساق.

وقُتل المهاجم بعد ظهر الجمعة خلال هذا الهجوم على السوبرماركت الذي احتمى فيه في تريب، بحسب كولومب. وقال كولومب "كنا نتابعه وكنا لا نعتقد بحصول تطرف لكنه انتقل إلى التنفيذ فجأة بينما كان يخضع للمراقبة"، مضيفا أن الخطر الارهابي لا يزال "قويا جدا" في فرنسا.

وقال ماكرون "يتعين أن يجيب التحقيق على أسئلة مهمة : متى وكيف تطرف؟ ومن أين حصل على السلاح؟".

وروت أمراة كانت في السوبرماركت لإذاعة "فرانس اينفو" أن "رجلا صرخ وأطلق النار مرات عدة"، مضيفة "لمحت باب ثلاجة وناديت على الناس للاحتماء. كنا عشرة أشخاص وبقينا قرابة ساعة. حصل إطلاق نار آخر وخرجنا من باب الطوارئ في الخلف".

وتشارك فرنسا في التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.

وستطفأ أنوار برج ايفل بباريس منتصف ليل الجمعة السبت تحية لضحايا الاعتداءات اليوم.