قادة العالم يعقدون اجتماعًا مغلقًا لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي

عقد المبتكرون وقادة العالم اجتماعًا مغلقًا خلال القمة العالمية للحكومات لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي.
 
يجتمع حاليًا قادة من جميع أنحاء العالم في القمة العالمية للحكومات في دبي، لمناقشة خطط إدارة الجيل القادم من الحكومات. وعقد عدد منهم اجتماعًا مغلقًا لمناقشة المبادئ التي يجب أن تتبعها الدول كي تدرب شعوبها على التعامل مع العالم الجديد الذي لم يعد فيه الوعي والإدراك مقتصرين على الإنسان وحده.
 
وناقش المجتمعون موضوعات أخرى، منها طرائق تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل حياتنا أفضل، ومن المسؤول عن إدارة الذكاء الاصطناعي وأفضل المسارات التي يجب اتباعها في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر.
 
ونظمت الاجتماع مبادرة الذكاء الاصطناعي التابعة لمجتمع المستقبل في كلية كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، بالتعاون مع معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي. وكان هدف هذا المؤتمر وضع مبادئ للإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، لتكون دليلًا تتبعه جميع دول العالم.
 
وضم هذا الاجتماع مجموعة من أكثر العقول قوةً وتأثيرًا في العالم. إذ اجتمع ممثلون عن معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والأمم المتحدة ومدراء شركات آي بي إم واتسون ومايكروسوفت وفيسبوك وأوبن إيه آي ونيست ودرايف إيه آي وأمازون إيه آي، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين من إيطاليا وفرنسا وإستونيا وكندا وروسيا وسنغافورة وأستراليا والإمارات العربية المتحدة وغيرهم.
 
واستطاع موقع مرصد المستقبل حضور هذا الاجتماع بصورةٍ حصرية.
 
وغمرت القاعة في بعض الأحيان أجواء إيجابية وملهمة، وفي أوقاتٍ أخرى كانت الأجواء محبطة وتدعو إلى اليأس. فمثلًا، دار النقاش حول عدد من الموضوعات المحفوفة بالمخاطر وإمكانية حظر أنواعًا معينة من أبحاث الذكاء الاصطناعي وقدرة البشر على السيطرة على الذكاء الاصطناعي الواعي.
 
وافتتح معالي عمر بن سلطان العلماء الاجتماع بتفاؤلٍ كبير. وخاطب الحضور، الذي ضم شخصياتٍ بارزة مثل ستيوارت راسل وسوي يانج فانج وجان تالين وفرانشيسكا روسي من شركة آي بي إم وأنيما أناندكوما من أمازون، وقال «سيغير هذا اليوم التاريخ. فعندما تجتمع شخصيات من هذه الخلفيات المتنوعة يستطيعون تحقيق إنجازات عظيمة.»
 
وأضاف أن العالم دشن مشروع منهاتن عندما تعرض في الماضي إلى تهديد مماثل لما نتعرض إليه الآن، لكن التهديدات الحالية أكثر خطورةً.
"«لا أريد أن أكون متشائمًا، لكن العالم يجب أن يتحرك الآن.»"
 
وأكد المشاركون هذه الفكرة طوال الاجتماع، فقالوا إذا لم نتحرك الآن سنفقد كل شيء. وقال جون سي. هافنز، الرئيس التنفيذي للمبادرة العالمية لأخلاقيات الأنظمة الذكية ذاتية القيادة التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات «لا أريد أن أكون متشائمًا، لكن العالم يجب أن يتحرك الآن.»
 
وعلى الرغم من ذلك تبدو الحلول بعيدة المنال. وقال الحاضرون أن التاريخ يؤكد استحالة إيقاف التقدم التقني والعلمي. فإذا حظرت شيئًا أو كبلته بالقيود، ينتقل بسهولة إلى الأزقة الخلفية بعيدًا عن العيون. وكي نتجنب ذلك، قالوا إن الخيار الأفضل هو اتباع نهج مزدوج: أولًا، على الدول أن تحفز الأبحاث التي تحمل أكبر قدر من الإفادة وأقل قدر من الضرر للإنسانية. ثانيًا، يجب عليها أيضًا الاستثمار بكثافة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. ويُعتَقَد أن الحكومات ستستطيع منع أي مشكلات من خلال مواكبة تقدم الشركات والمبتكرين.
 
وعندما يدرس القادة نتائج هذا الاجتماع، ستظهر خطوات أكثر فعالية وواقعية.
 
وعلى الرغم من أن الاجتماع انتهى إلى عدد قليل من الإجابات الواضحة، لكن أجواء التفاؤل كان طاغية عمومًا. وقال أحد الحاضرين «عرضت كثير من الأوراق التقنية وأسست العديد من الشركات الناشئة خلال الأعوام الأخيرة.» وأضاف «ما زلنا في بداية الطريق. إذ نرى الوجوه ذاتها في جميع هذه المؤتمرات. ولذا ما زال أمامنا وقت كاف للوصول إلى حلول.»
 
وعبر سايروس هوديس، رئيس مبادرة الذكاء الاصطناعي ومديرها التنفيذي، عن تفاؤله. إذ قال «هذا الاجتماع مهم جدًا ويساعد المجتمع الدولي على الاستفادة من التأثير الإيجابي الكبير للذكاء الاصطناعي، والإعداد أيضًا لمواجهة تأثيراته السلبية المحتملة في الوقت ذاته.»
 
لا ريب أننا بحاجة إلى مزيد من العمل على هذا الصعيد. وأُطلِقَت حتى الآن مبادرات ونقاشات عديدة لكنها لم تصل إلى إجابات بعد. ويعتمد مستقبلنا على إيجادها سريعًا. وبدأنا في ذلك فعلًا.