وزير الخارجية الأمريكي يبدأ محادثات صعبة بالخليج لإنهاء أزمة قطر

بدأ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون محادثات مع أربع دول عربية يوم الأربعاء في إطار جهود لتخفيف حدة مقاطعة قطر بعد أن قالت الدول إن توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وقطر لمكافحة تمويل الإرهاب خطوة لا تتناسب مع مخاوفها.

 

وقال مسؤول إماراتي بارز قبيل المحادثات إن أي حل للخلاف يتعين أن يعالج جميع المخاوف التي أشارت إليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر ومنها تقويض الدوحة لاستقرار المنطقة.

 

وكانت الدول الأربع قد فرضت عقوبات على قطر يوم الخامس من يونيو حزيران واتهمتها بتمويل جماعات إسلامية متطرفة والتحالف مع إيران وتنفي الدوحة ذلك. والدول الأربع وقطر حلفاء للولايات المتحدة.

 

ووصل تيلرسون إلى مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر حيث اجتمع مع وزراء خارجية الدول الأربع لدفع جهود إنهاء أسوأ خلاف بين دول الخليج منذ إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981. وتقوم الكويت بالوساطة في الخلاف وقد أرسلت مبعوثا للمشاركة في الاجتماع أيضا.

 

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن تيلرسون اجتمع أيضا مع العاهل السعودي الملك سلمان وإنهما بحثا التطورات الإقليمية خاصة جهود مكافحة الإرهاب وتمويله.

 

وبعد فترة وجيزة من توقيع تيلرسون على مذكرة تفاهم في الدوحة يوم الثلاثاء تهدف لمكافحة تمويل الإرهاب أصدرت الدول الأربع بيانا وصفت فيه هذه الخطوة بأنها غير كافية.

 

وقالت في البيان كذلك إن عقوباتها على الدوحة ستظل قائمة إلى أن تلبي مطالبها وإنها ستواصل مراقبة جهود قطر في مكافحة تمويل الإرهاب.

 

وطالبت الدول الأربع مجددا بتنفيذ مطالبها "العادلة الكاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة". وكانت الدول الأربع قد قالت من قبل إن هذه المطالب لاغية.

 

وتشمل المطالب أن تقلص قطر علاقاتها مع إيران وأن تغلق قناة الجزيرة التلفزيونية الإخبارية وأن تغلق قاعدة عسكرية تركية على أراضيها وتسلم كل من يعتبرون إرهابيين.

 

 

* غياب الثقة

 

قالت الدول الأربع التي تقاطع قطر في بيانها المشترك يوم الثلاثاء إنها تقدر جهود الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب لكنها ستراقب عن كثب سلوك قطر.

 

وأضاف البيان "هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه".

 

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن جذور الخلاف ترجع إلى غياب الثقة وأي حل يجب أن يعالج "هواجس" الدول الأربع.

 

وكتب قرقاش في تغريدة باللغة الانجليزية على حسابه على تويتر يقول "الدبلوماسية يتعين أن تعالج دعم قطر للتطرف والإرهاب وتقويضها لاستقرار المنطقة. الحل المؤقت لن يكون حلا حكيما".

 

وأضاف "أمامنا فرصة فريدة لتغيير ذلك. هذه ليست أربع دول خليجية تتناحر".

 

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق خشية أن تؤثر هذه الأزمة على عملياتها العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها وأن تزيد النفوذ الإقليمي لإيران التي تدعم قطر من خلال السماح لها باستخدام مجالها الجوي والبحري.

 

وتوجد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط بالدوحة وتشن منها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة طلعات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

وانتقدت بعض وسائل الإعلام الخليجية تيلرسون قبيل زيارته للسعودية.

 

وجاء في مقال رأي بصحيفة الشرق الأوسط "وما يجعل اجتماع جدة اليوم صعبا أن الوزير تيلرسون منذ بداية الأزمة بدا ميالا للجانب القطري. وزاد الشك أنه استعجل إطلاق الحكم عندما صرح بأن مطالب قطر معقولة، حتى قبل أن يسمع من الطرف الآخر، مما أثار الاستغراب! بإمكان وزير الخارجية أن يميل للموقف للقطري، إن شاء، لكن عليه أن يدرك أنه بذلك سيعقد المشكلة المعقدة أصلاً، وسيطيل في زمن الأزمة."

 

وأضاف المقال "الوزير تيلرسون لا يستطيع أن يفرض المصالحة لكنه يقدر أن يقرب المسافة بينهم، وهم جميعاً حلفاؤه، بدل أن ينحاز إلى طرف واحد ضد آخر، وخاصة أن قطر الطرف الذي تعهد مرات ولَم يفِ."