انسحاب قيادات من مؤتمر الحوار واصابة شاب بسيئون..

استجابت مختلف فعاليات المجتمع في حضرموت (جنوب شرق البلاد) اليوم مع دعوة أحدى فصائل الحراك السلمي الجنوبي لفرض العصيان المدني لمدة ثلاثة أيام بدءً من اليوم للتعبير عن الرفض للحوار الوطني المزمع انطلاقته الأثنين القادم في العاصمة صنعاء.. وأنتشر منذ الساعات الأولى لصباح اليوم شباب ونشطاء الحراك في الشوارع الرئيسة والفرعية لمدن المكلا وسيؤون والشحر والقطن وغيل باوزير والحامي وشحير لقطع الطرقات بالأحجار والموانع الخشبية وأشعال اطارات السيارات القديمة لتعطيل حركة التنقل ومرور المركبات ومنع الموظفين الحكوميين من الانتظام في دوامهم الرسمي وكذا طلاب وهيئات تعليم المدارس والجامعات من الوصول إلى مقارهم الدراسية. وبدت شوارع هذه المدن الرئيسة خالية من المارة والمركبات عدا شباب ونشطاء الحراك الذين كانوا يتواجدون بكثافة في مداخل المدن والجولات وتقاطعات الاشارات المرورية , فيما أغلقت جميع المحلات التجارية والمطاعم ومرافق الخدمات العامة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص أبوابها استجابة للعصيان ,و لم يلحظ أي تواجد أو انتشار أمني واضح للعيان ربما تفادياً لحدوث أية احتكاكات أو مواجهات ومنع تكرار أحداث الصدامات العنيفة التي شهدتها العديد من مدن حضرموت في 21 و22 فبراير الماضي بين نشطاء الحراك وقوات الأمن والجيش والتي أسفرت عن اصابات بالغة في الطرفين. وقد لبت العديد من مؤسسات القطاع العام والخاص الاستجابة والامتثال لدعوة العصيان حيث أعلنت جامعة حضرموت للعلوم والتنكولوجيا بشكل رسمي توقيف الدراسة في مختلف كلياتها لمدة أسبوع ، فيما أعلنت إدارة الميناء التجاري بالمكلا عن ايقاف خدمات الشحن والتفريغ في الميناء منذ اليوم إلى انهاء حالة فرض العصيان، وقررت عدم استقبال قاطرات وشاحنات النقل من وإلى الميناء. كما أعلن فرع البنك المركزي بالمكلا وعدد من محلات الصرافة ومصانع القطاع الخاص تعطيل العمل فيها لمدة ثلاثة أيام استجابة لدعوة العصيان المدني. وقال شهود عيان لوكالة "خبر" للأنباء بأن نشطاء ينتمون للحراك الجنوبي في كل من المكلا وغيل باوزير أجبروا عدد من الموظفين الحكوميين من الرجوع إلى منازلهم ومنع الحافلات التي كانت تقلهم من الحركة.. وساد الهدؤ الحذر مختلف المدن والمناطق طيلة سريان العصيان من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً في ظل انتشار رواية عن اختلافات حادة بين فصائل ومكونات الحراك الجنوبي في حضرموت عن تنظيم العصيان.. وحسب هذه الرواية فقد رفض الفصيل الذي تبع القيادي في الحراك الجنوبي في حضرموت الشيخ أحمد محمد بامعلم فكرة تنفيذ العصيان المدني لثلاثة أيام متتالية ودعا انصاره لتنظيم مسيرة جماهيرية تحت شعار (القرار قرارنا) عصر الأحد وعصياناً مدنياً يوم الأثنين 18 مارس للتعبير عن الرفض لمؤتمر الحوار الوطني وحذر بامعلم من "الأنجرار الى العنف أو الاعتداء على ممتلكات الغير" مناشداً بأن يكون العصيان يليق بحضارة شعب الجنوب وتضحيات شبابه " حسب قوله. فيما ناشد رئيس مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب عبدالعزيز باحشوان شرائح المجتمع كافة لتنفيذ العصيان المدني الذي أعتبره كمرحلة أولى لرفض مؤتمر الحوار وقال القيادي باحشوان في تجمع نسائي في مدينة الشحر (شرق المكلا) "إذا أستمر الحوار اليمني فأننا سنقوم بفعاليات وعصيان تصعيدي متواصل للتعبير عن الإرادة الجنوبية والقرار الشعبي الرافض للحوار بطريقته الحالية التي تنتقص من الحق الشرعي للجنوب في استعادة دولته الحرة المستقلة." إلا أن مصادر موثقة أكدت لوكالة "خبر " للأنباء عدم حدوث أية مناوشات أو صدامات بين طرفي مكونات الحراك وشوهد قيادات من الفصيل الداعي للعصيان بينهم نجل القيادي البارز حسن أحمد باعوم ويدعى "فواز" تتجول في أحياء الشرج بمدينة المكلا الذي يوصف بأنها أحد أهم معاقل القيادي بامعلم.. من جانب آخر قال مصدر أمني مسؤول في حضرموت لوكالة "خبر" للأنباء بأن أجهزة الأمن التزمت مقارها ومعسكراتها وتأمين الحماية على المنشآت والمؤسسات الحكومية تنفيذاً لتعليمات اللجنة الأمنية التي أوصت بعدم الاحتكاك مع منظمي العصيان أو محاولة كسر دعواهم..مشيراً بأنه لم يسجل خلال فترة تنظيم هذا العصيان أية حوادث أو خسائر تذكر في الممتلكات العامة أو الخاصة .. في حين ذكرت مصادر محلية اصابة مواطن برصاص قوات الامن المركزي التي اطلقت النار بكثافة خلال اقتحامها لاحد اسواق مدينة سيئون. من جانب آخر أعلن عدد من ممثلي حضرموت إلى مؤتمر الحوار الوطني انسحابهم من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني القادم وقال مكتب رئيس المكتب التنفيذي لفرع حزب التجمع اليمني للإصلاح في حضرموت بأن المهندس محسن علي باصرة لن يشارك في جلسات الحوار الوطني في صنعاء نظراً لسفره خارج البلاد فيما أعتذر الدكتور عاطف التميمي الذي يمثل المؤتمر الشعبي العام عن المشاركة.