الحراك الجنوبي يصعد من احتجاجاته وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف

صعدت قوى الحراك الجنوبي المنادية بالانفصال اليوم السبت من خطوات رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يبدأ بعد غد الاثنين بالعاصمة صنعاء، بتنفيذ عصيان مدني في مدن جنوبية عدة، في حين عبرت أوساط سياسية عن مخاوفها من اندلاع أعمال عنف في ظل استمرار المواجهات المتجددة في الجنوب بين القوات الحكومية وناشطين في الحراك. ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع أعمال عنف واسعة في ظل استمرار المواجهات المتجددة في المحافظات الجنوبية بين القوات الحكومية وناشطين في الحراك الجنوبي والتي أسفرت منذ 21 فبراير وحتى الآن عن سقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى معظمهم من نشطاء الحراك. وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي فؤاد راشد إن الحراك الجنوبي قرر التصعيد بتدشين فعاليات العصيان المدني الشامل اليوم السبت ويستمر حتى يوم الاثنين بمختلف محافظات الجنوب وتتخلله مظاهرات مليونية تحت شعار "القرار قرارنا" بمدينتي عدن والمكلا رفضا لمؤتمر الحوار اليمني. وأكد في تصريحات صحافية ، أن الحراك اتخذ موقفا واضحا من الحوار ودعا الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي -وهما الجهتان الراعيتان لاتفاق انتقال السلطة والحوار- لوضع آليات سليمة لحل القضية الجنوبية من خلال تقديم مبادرة خليجية جديدة تتيح حوارا متكافئا ونديا بين الشمال والجنوب. وشهدت محافظتي عدن وحضرموت اليوم عصيانا مدنيا شاملا، من خلال استجابت مختلف فعاليات المجتمع الجنوبي في تلك المحافظتين لدعوة أحدى فصائل الحراك السلمي الجنوبي لفرض العصيان المدني لمدة ثلاثة أيام بدءً من اليوم للتعبير عن الرفض للحوار الوطني. وأنتشر منذ الساعات الأولى لصباح اليوم شباب ونشطاء الحراك في الشوارع الرئيسة والفرعية لمدن المكلا وسيؤون والشحر والقطن وغيل باوزير والحامي وشحير لقطع الطرقات بالأحجار والموانع الخشبية وإشعال اطارات السيارات القديمة لتعطيل حركة التنقل ومرور المركبات ومنع الموظفين الحكوميين من الانتظام في دوامهم الرسمي وكذا طلاب وهيئات تعليم المدارس والجامعات من الوصول إلى مقارهم الدراسية. في حين شهدت مديريات محافظة عدن "جنوب البلاد" اليوم عصيان مدني في اطار البرنامج الاحتجاجي الذي تنفذه الحركة الاحتجاجية الجنوبيةتمثل في توقف حركة المركبات بعد قطع الطرقات بالاحجار والاطارات المشتعلة واغلاق المحلات التجارية. واعتبر رئيس دائرة شؤون السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بمكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبد الله العليمي دعوة الحراك للتصعيد بأنها محاولة للتشويش على عملية الحوار الوطني، وأنه يأتي خارج إطار ممارسة التعبير السلمي عن رفض المشاركة بالحوار. وقال العليمي "نحن نرحب بأي تصعيد إذا كان يمارس عملا مدنيا حضاريا سلميا ونعتبره إضافة نوعية، لكن من المؤسف أن ما تشهده محافظات الجنوب من تحضيرات للتصعيد يخرج عن إطار السلمية". وأضاف في تصريحات صحافية "لدينا معلومات بأن هناك توزيعا للأسلحة والذخائر في حضرموت لمن يريدون فرض عصيان مدني بالقوة وما زال لدينا أمل أن قيادات فصائل الحراك التي لا تريد الدخول في الحوار أن تمارس معارضتها بطريقة سلمية ومدنية". ويعتقد محللون بوجود مؤشرات لتصاعد العنف بالجنوب مع بدء العد التنازلي لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي سيجمع 565 مندوبا يمثلون الأحزاب السياسية والمحافظات الجنوبية وجماعة الحوثيين في الشمال، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني. ويتوقع الباحث والمحلل السياسي عبد الناصر المودع أن تسعى القوى الانفصالية للتصعيد بهدف إفشال الحوار "على اعتبار أن ذلك أحد أهدافها لتأكيد السيطرة على الشارع الجنوبي وأن من سيمثل القضية الجنوبية في الحوار ليس له أي سيطرة فعلية على الأرض". وأوضح أن "قوى الحراك الانفصالي تريد أن تبرهن من خلال التصعيد على أن قضية الجنوب بدون حلها عبر الانفصال ستكون قضية حية وهي تسعى لحرف الأنظار الإعلامية عن مؤتمر الحوار إذا ما حدثت أعمال عنف مصاحبة لحالة العصيان المدني". ورجح الباحث تصاعد هذه التداعيات بظل تزايد التدهور الأمني والوضع الاقتصادي في البلد مع إمكانية حدوث أعمال عنف.