سيول جارفة تجتاح عدن وكوارث إنسانية في الحديدة وحجة (صور)
عاشت عدة محافظات يمنية، يوم السبت، على وقع كوارث طبيعية نادرة بين سيول جارفة وصواعق رعدية وانهيارات منازل، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث أعادت سيول وادي الحسيني مشهداً تاريخياً غائباً عن مدينة عدن منذ أكثر من نصف قرن، فيما ضربت الكارثة بقوة في محافظتي الحديدة وحجة، حيث خلفت الأمطار والسيول عشرات الضحايا ومئات الأسر بلا مأوى.
سيول تاريخية
شهدت مدينة عدن حدثاً وصفه الأهالي بـ"النادر"، بعدما وصلت سيول وادي الحسيني القادمة من مديرية تبن بمحافظة لحج إلى شاطئ الحسوة لأول مرة منذ 60 عاماً، في مشهد استعاد ذكريات الماضي لدى كبار السن.
واجتاحت سيول جارفة مناطق زراعية ومساكن في مديرية البريقة، مخلّفة أضراراً واسعة بالمنازل والممتلكات.
كما غمرت السيول أحياء سكنية عدة في صلاح الدين وصيرة والمعلا والشيخ عثمان، وسط عجز السكان عن التصدي لها.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي رافقت السيول في شلل شبه تام لحركة السير، وتحولت بعض الأحياء إلى بحيرات مغلقة، ما دفع السكان إلى استخدام وسائل بديلة للتنقل، بينما جرفت السيول مركبات وأتلفت بضائع في متاجر غمرتها المياه.
وطالب الأهالي السلطات المحلية بسرعة فتح مصارف المياه، وتقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة، محذرين من أن تكرار هذه الكوارث يكشف عن هشاشة البنية التحتية وغياب المعالجات الجذرية.

أزمة مياه شاملة
إلى ذلك أعلنت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن توقف إمدادات المياه من حقل بئر أحمد بعد تعرض الخط الرئيس الناقل للتلف نتيجة السيول، مؤكدة أن فرقها الفنية ستباشر الإصلاحات فور انحسار المياه.
صاعقة قاتلة
في محافظة الحديدة، توفي شخصان وأصيب أربعة آخرون إثر صاعقة رعدية ضربت قرية محصام السنيدر شرقي مديرية الزهرة.
وأفادت مصادر محلية أن الصاعقة أسفرت عن وفاة كل من حسن حسن إبراهيم حقلي (40 عاماً) وحسين هادي حسين حبلي (60 عاماً)، فيما أصيب كل من عادل علي مهدي (20 عاماً)، وعبدالله مهدي علي (35 عاماً)، وعلي محمد عبده حقلي (25 عاماً)، وعبدالله أحمد علي صايغ (33 عاماً).
وذكرت أن الضحايا كانوا في العراء أثناء هطول أمطار غزيرة، لتتحول اللحظة إلى مأساة.
انهيارات مأساوية
أما محافظة حجة، فقد سجلت واحدة من أشد الكوارث مأساوية، حيث انهار منزل في قرية الخضراء بمديرية كعيدنة جراء الأمطار الغزيرة، ما أسفر عن وفاة ثلاثة أطفال وإصابة والدهم.
في مديرية عبس، دمّرت السيول مئات المنازل، معظمها تابعة لأسر نازحة تقطن في مساكن هشة مبنية بمواد بدائية. صور بثها ناشطون أظهرت منازل مهدّمة وأسر مشرّدة في العراء، فيما وُصفت المديرية بأنها "منكوبة".

وبحسب شهادات محلية، فقد تسببت السيول في تدمير واسع بمنازل ومخيمات النازحين في مناطق عبس والربوع وشفر وبني حسن، ما فاقم معاناة آلاف الأسر في ظل غياب تدخلات إنسانية كافية، بعد أن قلّصت مليشيا الحوثي أنشطة عدد من المنظمات الدولية.
وتتكرر مآسي السيول والأمطار في اليمن بشكل سنوي، لكنها في كل مرة تكشف حجم الإهمال الرسمي وضعف البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ.
وبينما يواجه المواطنون الكارثة بوسائل بدائية، تظل الحاجة ملحّة إلى تحرك عاجل وفاعل للحد من تداعياتها وإنقاذ الأرواح والممتلكات، قبل أن تتحول هذه الظواهر إلى كوارث موسمية متجددة تضرب اليمنيين عاماً بعد آخر.
