أربيل تعمل على استئناف إنتاج الغاز في حقل كورمور غداة هجوم أودى بحياة 4 عمال يمنيين

قالت وزارتا الكهرباء والموارد الطبيعية في إقليم كردستان العراق السبت إنهما تعملان مع شركاء لاستئناف العمليات في حقل كورمور للغاز بعد توقف الإنتاج بسبب هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط قتلى.

وأودى هجوم بطائرة مسيرة على حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق، الجمعة، بحياة أربعة عمّال يمنيّين حسبما أعلنت سلطات الإقليم، فيما توقفت العمليات في الحقل، وتسببت في انخفاض الإنتاج في محطات توليد الكهرباء بسبب نقص إمدادات الغاز.

وأوضح رمك رمضان قائمقام قضاء جمجمال حيث وقع الهجوم الذي لم يعلن أيّ طرف مسؤوليته عنه بعد، "الساعة 18:45 (15:45 بتوقيت غرينيتش) تعرّض حقل كورمور للغاز لقصف"، وهو حقل كبير تديره شركة دانة للغاز التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكّد رمضان أنّ القصف استهدف مكانا لتخزين مواد بترولية، سبق أن "تعرض لقصف قبل شهرين بـ(واسطة صواريخ) كاتيوشا".

وقال "بحسب معلومات أولية، كان القصف عن طريق مسيّرة وليس (صواريخ) كاتيوشا، بخلاف المرات السابقة".

وأكدت قيادة العمليات المشتركة من جهتها أن المنفّذين "سينالون جزاءهم"، معلنة في بيان تشكيل "لجنة تحقيق" لمعرفة ملابسات "الهجوم التخريبي".

واستهدفت هذا الموقع هجمات عدّة في السنوات الأخيرة لم يُعلن أيّ طرف مسؤوليته عنها، لكن هذه هي المرة الأولى التي يسفر فيها هجوم عن قتلى.

وقال المتحدّث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هوراماني في بيان "قتل أربعة عمّال يمنيين وتعرض الحقل لأضرار بالغة، ما سيؤثر على الكهرباء".

وأضاف "يجب وقف هذه الهجمات المتكررة"، داعيا الحكومة الاتحادية في العراق إلى "العثور على مرتكبي هذا العمل الإرهابي وتقديمهم للعدالة ومنع تكرار هذه الأعمال".

وندد الرئيس العراقي عباللطيف رشيد ورئيس كردستان العراق نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرورو برزاني بالهجوم.

وقال رشيد في منشور على منصة إكس اليوم السبت "على الأجهزة الأمنية إجراء تحقيق عاجل بالحادث وكشف ملابساته ومحاسبة الجناة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع تكراره".

وقال نيجيرفان براني إن "هذه الهجمات تعرض سلام البلاد واستقرارها للخطر". وأضاف "يجب على الجهات المسؤولة في الحكومة الاتحادية العراقية القيام بواجبها لمنع هذه الهجمات والعثور على الجناة من أي جهة ومعاقبتهم وفقا للقانون".

ومن جانبه، قال مسرور برزاني "استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في إقليم كردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له، ويقوّض جهود أربيل وبغداد الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة، خاصة وأن هذه الاعتداءات تتكرر بوتيرة مثيرة للقلق وتصل إلى حد جرائم الحرب".

وسبق لسياسيين في كردستان أن نددوا بهذه الهجمات المتفرقة التي تستهدف حقل كورمور للغاز، محملين فصائل مسلحة مؤيدة لإيران مسؤوليتها.

وأفاد بيان لوزارة الكهرباء المحلية، بأن الضربة أدت إلى "إيقاف" إمدادات الغاز عن محطات الكهرباء، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء بمقدار 2500 ميغاوات. وتعمل الفرق على إعادة الخدمة، بحسب الوزارة.

ويقع حقل كورمور للغاز بين مدينتي كركوك والسليمانية، في منطقة تديرها سلطات إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وفي نهاية يناير، استهدف صاروخان من نوع "كاتيوشا" حقل كورمور للغاز.

وكانت يومها فصائل موالية لإيران تنفّذ عشرات الهجمات الصاروخية أو الضربات بطائرات مسيّرة، في العراق وسوريا، ضد قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة واشنطن.

وفي بيان، ندد قوباد طالباني نائب رئيس الوزراء في إقليم كردستان بالهجوم.

ودعا طالباني "الحكومة العراقية والأطراف المعنية في الإقليم إلى البدء فورا بتحقيق شامل للوقوف على ملابسات الحادث واتخاذ إجراءات جدية لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات التي تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين".

وندّدت وزارة الخارجية الأميركية من جهتها بالهجوم، الذي قالت إنه استهدف البنية التحتية للطاقة في إقليم كردستان العراق.

ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيّرة وصواريخ تشنها فصائل مسلحة منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول، استهدف معظمها قواعد تضم قوات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومنذ منتصف أكتوبر، تشن مجموعة عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، هجمات منتظمة على القوات الأميركية في العراق وسورية، والتي تقول إنها تأتي رداً على دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب على غزة.

وتعرضت تلك القوات الأميركية التي يقدر عددها بنحو 2500 جندي والقواعد التي يستخدمونها إلى أكثر من 150 هجوماً صاروخياً وبطائرات مسيّرة أطلقتها الفصائل. وأصيب ما يزيد على 70 جندياً أميركياً بجروح طفيفة جراء هجمات الفصائل على قواعد أميركية هناك، وأصيب جندي أميركي واحد بجروح خطيرة منذ بدء الفصائل شن هجماتها.

وفي المقابل، قصفت الولايات المتحدة أهدافاً للمليشيات، بما فيها بعض الأهداف المرتبطة بقوات الحشد الشعبي، وهو تحالف من جماعات شبه عسكرية مدعومة من إيران تخضع اسمياً لسيطرة الجيش العراقي، رغم أنها تعمل في الواقع إلى حد كبير بمفردها. واشتكى المسؤولون العراقيون من أن الضربات الأميركية تشكل انتهاكاً للسيادة العراقية.