أطباء بلا حدود: تسجيل 1,552 إصابة بالحصبة أغلبهم أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين بتعز

كشفت منظمة طبية دولية، في تقرير حديث، عن ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بمرض الحصبة، في المديريات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً من محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، تجاوزت أكثر من 1.550 حالة إصابة خلال السبعة الأشهر الأخيرة، تزامناً مع تسجيل حالات إصابة في عدد من المحافظات اليمنية بما فيها محافظة شبوة المحررة.

منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، كشفت في تقرير أصدرته الثلاثاء، أن وحدة العزل الخاصة بمرض الحصبة التي افتتحتها في أغسطس الماضي، بمستشفى الأم والطفل في تعز الحوبان، استقبلت حتى فبراير الفائت من العام الجاري عدد (1,552) حالة إصابة بالحصبة، أغلبهم دون سن الرابعة، وأن حالات الإصابة بالحصبة بدأت تشهد ارتفاعاً مقلقاً بين الأطفال في النصف الثاني من العام الماضي.

وأفادت المنظمة، في تقريرها، أن وحدة علاج الحصبة استقبلت خلال الفترة بين أغسطس وديسمبر 2023م، عدد (1,332) طفلاً مصاباً بالمرض، 85% منهم دون سن الرابعة، وفي شهر فبراير 2024م وحده استقبلت (220) حالة إصابة بالحصبة.

وبينت المنظمة، أن الحصبة مرض متوطن في المنطقة التي تعمل فيها، وكان فريقها الطبي يعاين في العادة ما معدله "ثمانية" مرضى كل شهر في مستشفى الأم والطفل بالحوبان، إلا أن هذا النمط بدأ بالتغيّر في يونيو من العام الماضي، وفجأة بدأت الأعداد تتزايد بشكل مقلق، مع وصول أطفال من مختلف مديريات محافظة تعز إلى مستشفانا.

رئيسة الفريق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مستشفى الأم والطفل في تعز الحوبان، الدكتورة إي إي خاي، أوضحت أنهم يستقبلون الكثير من الأطفال الذين يعانون من حالات معقدة من الحصبة، مضيفةً: وهو عدد لم أشهده من قبل في حياتي، ورغم أن هذا المرض يمكن الوقاية منه، إلا أن نسبة التطعيم بين الأطفال الذين نعالجهم من الحصبة لا تتجاوز 16%، محذرةً من أنه إذا لم يتم احتواء انتقال الحصبة، فإنّ الأطفال في هذه المنطقة سيعانون من الكثير من الأمراض التي قد تصبح قاتلة.

وتابعت خاي: "يتأثر الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص بالحصبة لأنّ أجهزتهم المناعية ليست متطورة بما يكفي لمقاومة العدوى، وبمجرد الإصابة، يسبب الكبت المناعي المؤقت حالات عدوى مرتبطة بالمرض مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الملتحمة والتهاب الأذن والفم والإسهال وتورم الدماغ".

وتوقعت "أطباء بلا حدود" استمرار مرض الحصبة في الانتشار، حيث أفادت أنه "بعد مرور ستة أشهر على افنتاح وحدة العزل لتجنب خطر انتقال الفيروس، لا يوجد انحسار في طفرة حالات الحصبة، ويبدو أنّ جهودنا لمعالجة العدوى واحتوائها محدودة للغاية، ولا تَعِدُ توقعاتنا الوبائية بانخفاض في استقبال المرضى في أيّ وقت قريب".

ومطلع الأسبوع الحالي، كانت منظمة أطباء بلا حدود قد أكدت أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحالات المصابة بمرض الحصبة في محافظة شبوة، تزامناً مع افتتاح وحدتها الصحية في مدينة عتق، مطالبة بتقديم المزيد من الدعم من أجل احتواء انتقال الحصبة، مشيرةً إلى أن أغلب الإصابات هي للأطفال تحت سن الخامسة.

وتشهد أغلب المحافظات اليمنية، انتشاراً مخيفاً ومقلقاً للأمراض والأوبئة خلال الأشهر الأخيرة، منها وباء الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض التي تكون أعراضها الالتهاب الرئوي والتهاب الملتحمة والتهاب الأذن والفم والإسهال وتورم الدماغ وغيرها من الأعراض.