أحداث عنف وفوضى تعم المكلا والشحر وغيل باوزير..

شهدت مدن المكلا والشحر وغيل باوزير بمحافظة حضرموت اليوم موجه عنف واضطرابات واسعة شلت حركة المواطنين والنشاط الاقتصادي والتجاري، فيما لم يتمكن الموظفين في القطاعين العام والمختلط وطلبة المدارس من التوجه لمقار أعمالهم .. وقد استجاب المواطنون وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم وحافلات النقل الداخلي لدعوة العصيان المدني الذي دعا اليه الحراك السلمي الجنوبي في حضرموت احتجاجا على استخدام العنف ضد أبناء عدن .. وبدت مدن ساحل حضرموت منذ الساعات الأولى اليوم خاوية من الحركة فيما أغلقت جميع المحال والمرافق العامة والمدارس بصورة كاملة.. وشوهد انتشار شباب ينتمون للحراك الجنوبي في مختلف الشوارع الرئيسة والفرعية في المكلا يضعون أحجار وموانع خشبية في الطرقات ويشعلون اطارات السيارات لشل حركة مرور السيارات بشكل نهائي. وسمع دوي اطلاق أعيرة نارية باتجاه معسكر الأمن العام في المكلا . فيما تمكن شباب من اقتحام مقري حزب التجمع اليمني للإصلاح في المكلا والديس وأخذ بعض مقتنياته . وقال شهود عيان في المكلا بأن مجاميع مسلحة هاجمت صباح اليوم مركز الشرطة بحي الديس مستخدمة الأسلحة النارية في محاولة لاقتحامه إلا أن رجال الأمن وبواسطة تعزيزات أمنية من الأمن المركزي أفشلت محاولة الاقتحام. وقد تجددت عصر اليوم مواجهات ومصادمات عنيفة بين شباب في حي الديس بمدينة المكلا ومدينة روكب مع قوات الأمن المركزي واستخدم حسب شهود العيان في هذه المصادمات الأسلحة النارية.. وحسب مصادر صحية لوكالة "خبر" للأنباء فقد أصيب في مصادمات واشتباكات اليوم في مدينة المكلا وحدها سبعة أشخاص بينهم إصابة واحدة خطيرة لشاب يدعى علاء المفلحي. في حين قال موقع وزارة الدفاع اليمنية ان أربعة جنود من أفراد الأمن المركزي اصيبوا في منطقة الديس بالمكلا أثناء محاولتهم انهاء حالة الشغب قام بها مجموعة من عناصر التخريب عندما قطعوا الطرقات وأحرقوا الإطارات في الشوارع كما احرقوا مقرا لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مدينة المكلا. وفي مدينتي غيل باوزير والشحر، شرق مدينة المكلا، أفاد شهود عيان لوكالة "خبر" للأنباء بأن مجاميع من الشباب أغلقوا منذ الصباح الطرقات الرئيسة في هاتين المدينتين بالحجارة وأشعلوا الحرائق لمنع الموظفين وطلاب المدارس من التوجه إلى مقارهم فيما توجه آخرون صوب بعض المحلات التجارية التي تتبع أبناء المحافظات الشمالية وأضرموا بها النيران .. وحسب هذه المصادر فإن ثمانية محلات تجارية تم أحراقها في مدينة غيل باوزير إضافة إلى ثلاث بسطات لبائعي الخضروات في مدينة الشحر ..فيما حاول شباب غاضبون اقتحام مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في المدينة وإضرام النار في الشارع المقابل له .. وشهدت هاتين المدينتين موجه عنف وفوضى استخدمت فيها الأعيرة النارية نتج عنه مقتل المواطن عوض عبدالقادر باسلامه وإصابة أربعة أشخاص.. وقال مصدر صحي في مديرية غيل باوزير بأن جثة القتيل باسلامة أودعت في ثلاجة مستشفى المديرية . ولازالت الأوضاع في هاتين المدينتين يشوبها حالة من التوتر والحذر الشديد، وتجمع شباب غاضبون في مدينة غيل باوزير أمام مستشفى في المدينة للتعبير عن سخطهم لسقوط القتيل باسلامة، في حين تظاهر المئات امام ادارة الامن بالمديرية للمطالبة بتسليم القتلة . وفي تطور لاحق عبرت السلطة المحلية في محافظة حضرموت عن آسفها البالغ للأحداث والتداعيات التي شهدتها مدن المكلا والشحر وغيل باوزير داعية إلى الاحتكام لصوت العقل وضبط النفس . وناشدت في بيان لها ـ حصلت وكالة "خبر" للأنباء على نسخة منه ـ شباب المحافظة إلى التحلي باليقظة والحذر مما أسمته بالمخططات التي تدفع بهم أن يقفوا ضد مصلحة محافظتهم وأهلهم والزج بهم في خندق المواجهة واستخدام العنف ضد إخوانهم في الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار وتوفير السكينة العامة للمواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. كما دعت السلطة المحلية في حضرموت المحرضين على العنف والفوضى إلى أن يتقوا الله في أنفسهم ويراعوا مصلحة هذه المحافظة والابتعاد عن ذلك المنزلق الخطير الذي يتمترسون خلفه ويدفعون بأبنائنا اتجاهه – حسب وصف البيان- مذكرة إياهم بأن "محافظة حضرموت لم ولن تكن فريسة سهلة الاصطياد لكنها عصيبة وهذا ما أثبتته جميع المراحل التي مر بها الوطن , وسيقف أبناءها موقفاً موحداً ضد كافة الدعوات الداعية إلى إثارة القلاقل والفتن .. وسيؤكدون من جديد بأنهم لن يكونوا إلا مع الحق والحل العادل للقضية التي يناضلون من أجلها" . وجدد البيان "موقف السلطة المحلية بالمحافظة الرافض لكل أشكال العنف والتخريب والوقوف إلى جانب التعبير السلمي بمختلف أشكاله الذي يتبنى القضايا والمطالب الحقوقية لأبناء المحافظة والوطن.. مؤكدة بأن موقفها الثابت في تجنيب المحافظة كل صنوف التناحرات والصراعات التي لا تجلب له غير الفتن والدمار والمزيد من الحقد والكراهية. مشيرة إلى أن التعدي على الآخرين وقطع الطرقات وإشعال الحرائق لم يكن قط في يوم من الأيام الوسيلة لتحقيق الأهداف والمقاصد، أو للوصول إلى النتائج المرجوة بقدر ما تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار والتي يتأثر بها مواطنو المحافظة بشكل مباشر - حسب وصف البيان – .