ألمانيا تسحب عشرات الموظفين من بعثاتها في روسيا

قال مصدر بوزارة الخارجية الألمانية، السبت، إن ألمانيا ستسحب أكثر من 100 موظف يعملون في بعثاتها في روسيا بعد أن فرضت موسكو قيودا على الأعداد المسموح بها للعمل في البلاد.

وقال المصدر "هذا السقف، الذي حددته روسيا اعتبارا من أول يونيو، يتطلب تقليصا كبيرا لعدد العاملين في جميع قطاعاتنا في روسيا".

وأضاف أن من بين المتضررين، معلمون وموظفو المدارس، واصفا الأمر بأنه ضروري للحفاظ على التوازن الصحيح للوجود الدبلوماسي الألماني.

وقال المصدر إن العدد المتأثر بهذا القرار يبلغ 100 على الأقل.

تدهورت العلاقات بين روسيا وألمانيا، التي كانت في السابق أكبر مشتر للنفط والغاز الروسيين، منذ أن شنت موسكو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022 مما دفع الغرب للرد بفرض عقوبات وإمداد أوكرانيا بالأسلحة.

ووصف المصدر السقف، الذي أُعلن في أبريل ، بأنه "أحادي الجانب وغير مبرر وغير مفهوم"، رافضا الإفصاح عن الحد الأقصى الذي فرضته موسكو.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية حتى الآن على طلب للتعليق.

يذكر أنه في منتصف إبريل طردت ألمانيا عددا من الدبلوماسيين الروس "لتقليص حضور أجهزة الاستخبارات"، مما استدعى ردا من موسكو التي طردت عشرين من موظفي السفارة الألمانية.

وبحسب وزارة الخارجية فإن برلين ستحرص على تحقيق "توازن فعلي" في مجال الوجود المتبادل مع روسيا، إثر هذا الإجراء.

يأتي كل ذلك فيما وصلت العلاقات بين ألمانيا وروسيا، التي كانت وثيقة في السابق، إلى أدنى مستوياتها.

فقد أرغم الغزو الروسي لأوكرانيا، ألمانيا على القيام بتغيير دبلوماسي واقتصادي كبير ومؤلم بعدما كانت تراهن مدى عقود على هذين المجالين للتقارب مع روسيا.

كانت موسكو قبل الغزو أبرز مزود لالمانيا بالغاز وأحد أبرز مزوديها بالنفط.

أوقفت ألمانيا عمليات التزود بالطاقة وأصبحت أحد أبرز مزودي كييف بالاسلحة وفي الوقت نفسه أحد أكبر الداعمين الماليين لها.

ومنذ اندلاع النزاع في أوكرانيا، تزايدت وتيرة التجسس الروسي في ألمانيا بنسبة قلما كان لها مثيل في السنوات القليلة الماضية، بحسب أجهزة الاستخبارات الألمانية.