ما كُلفة إصرار بايدن على التفاوض مع إيران رغم تصعيدها؟

طالب موقع "واشنطن فري بيكون" الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحزم مع إيران ووقف المفاوضات معها بعد استمرارها في التصعيد ضد المصالح الأمريكية.
 
أشار الموقع بداية، إلى شن وكلاء إيران في الأسبوع الماضي هجوماً على قاعدة أمريكية في محافظة دير الزور السورية، ما أدى إلى أربع إصابات في الجيش الأمريكي واندلاع حريقين.
 
كان ذلك عملاً من الحرس الثوري، المنظمة الإرهابية العسكرية الهجينة المسؤولة عن قتل وتشويه آلاف الجنود الأمريكيين في العقدين الماضيين.
 
ضغط الإدارة
وضعت إدارة ترامب الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وفرضت عليه سلسلة من العقوبات.
 
تطالب إيران الآن بإلغاء هذه العقوبات شرطاً لإحياء الاتفاق النووي، وفق الصحافي ديفيد إغناثيوس من "واشنطن بوست"، لا يتزحزح الرئيس الأمريكي عن موقفه الذي يقوم على أن المحادثات النووية مختلفة عن جهود الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب الإيراني.
 
ومع ذلك، ضغط حلفاء أوروبيون وبعض المسؤولين في الإدارة للتوصل إلى تسوية أساسها تعهد إيراني بتخفيف التوترات الإقليمية ووقف مهاجمة الأمريكيين.
 
كيف يفسر ذلك؟
حسب "واشنطن فري بيكون"، من المفهوم أن تحاول إيران الحصول على ما أمكن من رئيس أمريكي يائس للعودة إلى اتفاق ضعيف لدرجة أن قيوده على تخصيب اليورانيوم ستنتهي مع نهاية العقد الجاري. لكن هنالك قدرة أقل على تفسير سبب مواصلة بايدن التفاوض مع شريك لن يقبل حتى بالاجتماع مع الجانب الأمريكي وجهاً لوجه.
 
دفع الأمر الولايات المتحدة إلى الاعتماد على المساعي الحميدة للسفير الروسي ميخائيل أوليانوف، ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى المنظمات الأممية في فيينا، ليتوسط في العودة إلى الاتفاق النووي.
 
وأوليانوف ناشط على تويتر، وزعم أخيراً أن أوكرانيا فجرت محطة لقطاراتها، وهو عمل وحشي خلف 50 قتيلاً على الأقل.
 
ليس في هذا الاعتماد ما يدل على أن الولايات المتحدة تعامل روسيا مثل دولة منبوذة.
 
كُلفة حقيقية
سمع المراقبون من مسؤولين مع بايدن أن لا كلفة للسعي إلى حل ديبلوماسي على برنامج إيران النووي. تقول الحجة إنه، في الحد الأدنى، تبدو أمريكا ساعية إلى السلام، حتى لو لم تكن هناك إمكانية لإبرام اتفاق، ما يسهل عليها حشد الحلفاء لإنفاذ العقوبات على إيران، بعد تعذر التوصل إلى نتيجة. لكن لهذه الديبلوماسية التي لا تنتهي كلفة حقيقية جداً كما يوضحه الهجوم في سوريا.
 
يبدو الإيرانيون واثقين أنه يمكنهم مهاجمة المواقع الأمريكية وجرح القوات الأمريكية دون رد كبير. اعترفت القيادة الأمريكية المركزية في السنة الماضية بأن الحرس الثوري وجه عشرات الهجمات ضد مواقع أمريكية في العراق، وسوريا. وردت إدارة بايدن بغارتين ضعيفتين ضد وكلاء إيرانيين دون المساس بمواقع الحرس الثوري.
 
إيران تصعد
ويذكر "واشنطن فري بيكون" الأمريكيين بالرسالة التي توجهها الإدارة بمواصلة الاتفاق النووي إطلاق وابل من الصواريخ سقطت بشكل خطير قرب القنصلية الأمريكية بإربيل في الشهر الماضي. في ذلك الوقت، تبنت إيران الهجوم وقالت إنه رد على هجمات إسرائيلية في سوريا، قتلت ضابطين من الحرس الثوري.
 
وواصلت إدارة بايدن التفاوض حتى بعد إخطار البيت الأبيض الكونغرس في يناير(كانون الثاني) بمخططات لاغتيال مسؤولين سابقين في إدارة ترامب، بمن فيهم مايك بومبيو ،وبراين هوك، وجون بولتون.
 
كارثة
على ضوء الاعتداءات الإيرانية، فإن إصرار بايدن على بقاء الحرس الثوري على لائحة الإرهاب لا يبدو أنه قوة على الإطلاق، لأن أي اتفاق نووي في فيينا سيحول الأموال إلى سادة الإرهاب في إيران، بصرف النظر عن تصنيف أو عدم تصنيف الحرس.
 
إن استفادة الحرس الثوري من اتفاق نووي جديد ستشكل كارثة على المصالح الأمريكية ولحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، تماماً كما كان عليه الأمر في 2015 حين وقعت إدارة أوباما الاتفاق.
 
انطباع خطير
أثبتت إسرائيل أنها قادرة على إحباط طموحات إيران النووية بالتخريب والاغتيال. لذلك، دعا "واشنطن فري بيكون" الرئيس بايدن إلى التركيز على مساعدة هذه الجهود بالتوازي مع الرد مباشرة على هجمات الحرس الثوري ضد المواقع الأمريكية.
 
إن ادعاء أن المفاوضات مع إيران بلا كلفة تترك انطباعاً لدى الملالي بأنهم لن يدفعوا ثمن قتل أمريكيين. والأسوأ من ذلك، ختم الموقع نفسه، قد يترك الفكرة نفسها لدى الروس.