نتائج تحقيقات استهداف مطار عدن: تورط حوثي بالأدلة وخلية استخباراتية في الحكومة تعمل لصالحه

كشف تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن تسريب معلومات دقيقة عن زمن وصول الطائرة ومكان توقفها وأماكن تواجد المستقبلين، ما يشير إلى أن هناك خلية استخباراتية تعمل لصالح مليشيا الحوثي في الحكومة الشرعية نفسها.

وقال وزير الداخلية اليمني اللواء الركن إبراهيم حيدان، الذي يترأس لجنة التحقيق المكونة من قيادات التحالف العربي وخبراء متخصصين، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس بعدن، إن دلائل النتائج الأولية بشأن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الحكومة، تؤكد وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية وخبراء إيرانيين ولبنانيين وراء الهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، بهدف القتل العمد لرئيس وأعضاء الحكومة، وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني وجريمة حرب متكاملة الأركان تستوجب موقفا دوليا واضحا وصريحا ضد مرتكبي الجريمة الإرهابية.

وتبين من خلال التحقيقات وجمع البيانات وصور الكاميرات وبعض حطام الصواريخ وتحاليل الصواريخ وزوايا سقوطها وبؤر الانفجارات وإجراء عمليات معاينة وفحص، أن مليشيا الحوثي والخبراء الإيرانيين واللبنانيين قاموا بتنفيذ الهجوم الإرهابي باستخدام ثلاثة صواريخ باليستية متوسطة المدى أرض - أرض يبلغ مداها من 70 إلى 135 كم.

ووفقا لتقرير لجنة التحقيق، تم إطلاقها من مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين ومسارها قادمة من اتجاه الشمال مائل إلى الغرب.

وأضاف: الصواريخ المستخدمة في الهجوم الإرهابي توجد بها بأرقام تسلسلية وهي مشابهة لصواريخ توجد بها أرقام مماثلة تعمل بتقنيات واحدة استهدفت بها المليشيا الحوثية الإيرانية في وقت سابق مواقع عسكرية ومدنية في محافظة مأرب والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه تم إطلاق الصواريخ الثلاثة من مسافة أكثر من 100 كم، اتضح ذلك من خلال زاوية السقوط للصاروخ ونفاذ كمية الوقود الدافع للمقذوف.

وذكر أن الصاروخ الأول سقط عند الساعة 13:24:34 ظهرا، وضرب صالة كبار الضيوف (صالة الزعفران)، وأدى إلى خسائر بشرية ومادية، كما سقط الصاروخ الثاني عند الساعة 13:25:09 ظهرا في الموقف رقم (1) المخصص لوقوف الطائرة التي تقل الحكومة، ونتيجة لتزاحم المستقبلين وخوفا عليهم من محركات الطائرة تم تغيير موقف الطائرة في اللحظات الأخيرة إلى الموقف رقم (2).

وأكد التقرير أنه تم "تسريب معلومة مكان وقوف الطائرة وتعمد الاستهداف المباشر للطائرة في موقفها المقرر رقم (1)"، فيما سقط الصاروخ الثالث عند الساعة 13:25:33 ظهرا في الحاجز الحجري للحديقة المقابلة لصالة الزعفران، ولعل هذا التسريب ليس الاول حيث سبق وتم ضبط خلية استخباراتية تعمل لصالح الحوثيين بينها مسؤول عسكري كبير في وزارة الدفاع اليمنية بمحافظة مأرب، الأمر الذي يزيد التأكيد بأن الحكومة الشرعية مخترقة استخباراتيا بشكل كبير.

وأشار التقرير الذي تلاه "حيدان" إلى أن النظام الملاحي المستخدم لإطلاق وتوصيل المقذوفات إلى الهدف يعتمد على تقنيات دقيقة موجهة بتقنيات G.P.S ، وباستخدام خبراء بمستوى متقدم، وهذا النظام لا يملكه في اليمن إلا مليشيا الحوثي من خلال الخبراء اللبنانيين والإيرانيين.

ولفت إلى أن الصاروخ رقم (2) الذي تم انفجاره في مدرج المطار الموقف رقم (1)، كان رأسه القتالي فيه مادة محرقة، وتبين ذلك من خلال الصورة وكمية اللهب وبقايا مواد محترقة بقيت في الموقع والهدف منه إحداث حريق هائل لتفجير الطائرة.

وقال "حيدان"، إن "استهداف المطار جريمة إرهابية لأنها استهدفت أولا المطار المدني الرئيسي للجمهورية اليمنية في لحظة عمله الرئيسي وتواجد أعداد كبيرة من المدنيين سواءً المسافرين أو طواقم التشغيل أو المستقبلين للحكومة، ثم هي جريمة استهداف للحكومة واستهداف طائرتهم المدنية عن قصد وتعمد واضح لا يحتمل أي شك، وبالتالي هي جريمة إرهابية وفقا للقوانين الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب".

ووفقا لاتفاقات جنيف، تعتبر المطارات المدنية من الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي والإنساني الذي يحظر ويجرم القانون الدولي استهدافها أو تعريضها لأي مخاطر،.

واستهدفت مليشيا الحوثي، المطار بعدة صواريخ أثناء تواجد عدد من المسافرين في صالة المطار بانتظار رحلتهم، ووقع منهم شهداء وجرحى بينهم موظفون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر.