القبائل الليبية تحذر من "هيمنة الإخوان" على محادثات تونس

يهدد انتقاد القبائل الليبية، لقائمة شخصيات أعدتها بعثة الأمم المتحدة، المحادثات المقبلة التي ستشهدها تونس في التاسع من نوفمبر.

وتضم القائمة 75 موفدا دعتهم البعثة الأممية للمشاركة في المحادثات السياسية، لكن المجلس الأعلى للمشائخ وأعيان ليبيا يقول "إنهم لا يمثلون البلاد ككل".

واستنكر بيان للقبائل الليبية دعوة "بعض الشخصيات الداعمة للإرهاب والمجالسة والمساندة لأقطابه في شورى درنة وشورى بنغازي وغيرها من الجماعات الإرهابية".

كما أشار إلى غياب "كل التكتلات والأحزاب السياسية، باستثناء حزب واحد أعطي عدة كراسي".

 وليبيا منقسمة منذ عام 2014 بين فصائل تتمركز في طرابلس بالغرب ومدينة بنغازي في الشرق. وتنضوي تحت مظلة كلا الجانبين مجموعات متنافسة، تدعمها دول أجنبية، تنتهك حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وجرى الاتفاق، في وقت سابق من أكتوبر الحالي، في جنيف، على هدنة بين حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تعترف بها الأمم المتحدة، وما يعرف بالجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في شرق البلاد.

وانهارت اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار، مثلما لم تفلح من قبل جهود للاتفاق على تسوية سياسية أوسع.

ونقل موقع "ذي آراب ويكلي" عن المستشار الدبلوماسي للرئيس التونسي قيس سعيد، عبد الكريم الهرمي، قوله إن بلاده أكملت جميع الاستعدادات لاستضافة منتدى الحوار السياسي الليبي، معربا عن أمله في أن يطلق مسارا سياسيا شاملا ينهي حالة الاقتتال والفوضى في ليبيا.

إلا أن لهجة الهرمي المتفائلة، والتي تزامنت مع تفاؤل مماثل عبرت عنه ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، لم تجد صدى لدى القبائل الليبية التي لعبت دورا ونفوذا، لا يمكن تجاهلهما، في تشكيل المشهد السياسي الليبي بكل توازناته، حسبما يقول موقع "ذي آراب ويكلي".

ويتضح ذلك من خلال مواقف المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا والمجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، إضافة إلى إعلان عدد من النواب رفضهم المشاركة في حوار تونس، لمخاوفهم من استغلاله في تمرير أجندات الإخوان المسلمين على حساب مصالح الشعب الليبي، حسب قولهم.

وأكد رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، محمد المصباحي، أن المجلس "يرفض تمرير أجندة الإخوان المسلمين في ليبيا من خلال البعثة الدولية".

وبحسب "ذي آراب ويكلي"، فإن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الذي تأسس في العزيزية عام 2014 وعقد أول اجتماع عام له في مدينة سلوق عام 2015، يعد من الهيئات المهمة والمؤثرة في المشهد الليبي.

ويضم العديد من القبائل والمدن الليبية. ويهدف إلى رأب الصدع الليبي، وإنهاء الاقتتال، ومحاربة كافة أشكال الإرهاب والميليشيات.

وقال مصباحي إن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا "لم يعترض على الاجتماع الليبي"، لكنه "يعترض على طريقة تشويه إرادة الليبيين، من خلال بعثة الأمم المتحدة، لتمرير أجندة الإخوان المسلمون في ليبيا، بدعوة أسماء مثيرة للجدل، بعضهم من قيادات الإخوان المسلمين المعروفين، للحوار".

وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أنها دعت 75 شخصا من ليبيا، يمثلون الطيف السياسي والاجتماعي للمجتمع الليبي، للمشاركة في أول اجتماع لمنتدى الحوار السياسي الليبي في تونس، والذي سيعقد بناء على نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا التي وافق عليها مجلس الأمن.

لكن قائمة المشاركين تم تسريبها، واتضح أن 42 من أصل 75 شخصية مدعوة ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، مما دفع المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية للتعبير عن رفضه لما وصفه بـ"أسلوب بعثة الأمم المتحدة في الإقصاء والتهميش والمحسوبية".

وندد المجلس في بيانه بما وصفه بـ"هيمنة المنظمات الإسلامية وحلفائها على قائمة المدعوين للحوار، فيما تم استبعاد الفاعلين الوطنيين والمكونات الاجتماعية المؤثرة".

واعتبر أن اختيار بعثة الأمم المتحدة للمشاركين في منتدى تونس، ومن بينهم بعض الشخصيات المعروفة "الذين يعيشون في الخارج وليس لديهم قواعد في الداخل، وعشرات المتطرفين، وحتى الأشخاص المعروفين بممارسة الإرهاب ومناصرته"، "استخفاف تام بتضحيات الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب".