العنصرية الحوثية.. عبودية متجددة بدءًا من "تجريم المصاهرة" وانتهاءً بـ"إجازة الخُمس"

تستحضرك العنصرية أينما وطأت اقدام مليشيا الحوثي الارهابية المدعومة إيرانيا، باعتبارها جماعة لا تستطيع التعايش في بيئة يسودها العدل والمساواة، امام تنشئتها السلالية على الديكتاتورية والاستعلاء الذي تجد فيه ضالتها للاستيلاء على ثروات وممتلكات ابناء الشعب تحت مسميات ابتكرتها وشرعنتها لذاتها لا سواها..

اقدم قيادي حوثي بارز على تجسيد أبشع صور "العنصرية" باكراه شاب ينحدر من إحدى قبائل محافظة إب، (وسط اليمن)، على الغاء مراسم حفل زفافه على عروسته التي تنحدر من احدى العائلات التي تطلق على نفسها "الهاشمية".

مصادر محلية أفادت أن الشاب "أ.م.أ"، أحد أبناء مدينة "القاعدة" جنوب محافظة إب، ظل طيلة سنوات يجمع مهر فتاة تنحدر من "آل العيدروس" - احدى العائلات التي تطلق على نفسها "هاشمية"-، أملا بتتويج حلمه مثل أي شاب بالزواج وتكوين اسرة وهو ما كاد ان يتم.

واضافت المصادر، "ذهب الشاب إلى أسرة الفتاة وطلب الزواج منهم، وتمت الموافقة وترتيب كل إجراءات الزواج من الخطبة والعقد، غير أن حفل الزفاف لم يتم، نتيجة تدخل خال العروسة وإيقاف ذلك في اللحظات الأخيرة".

ووفقا للمصادر، خال العروسة، وهو أحد القيادات الحوثية في محافظة إب اشتاط غضبا وأبدى رفضه القاطع السماح بزواج الشاب على الفتاة، باعتبار الاخيرة تنحدر من الأُسر الأرفع شأنا ونسبا مقارنة بالأسر اليمنية.

العريس وبعد ان تم عقد قرانه بالفتاة، وقام بوضع الترتيبات الاخيرة لاقامة مراسم حفل زفافهما الذي كان مقررا له الاثنين الماضي، تفاجأ باتصال هاتفي من القيادي الحوثي "خال العروسة" يطلب منه ان يطلق الفتاة على الفور. مضيفاً: "السادة لا يزوجون جُعلاء" أي من القبائل، ويعني بـ"السادة" الأسر التي تصف نفسها بـ"الهاشمية".

وتحدث سكان محليون للمصدر أونلاين عن وصول مسلحين من أقارب العروسة وبعض المنتمين لمليشيا الحوثي إلى منزل العروسة وأحاطوا بالبيت لمنع إقامة العرس، ونجحوا بمنع إقامته غير أنهم فشلوا حتى الآن في إجبار العريس على تطليق زوجته، بحسب المصادر.

وفي حين تجري وساطات محلية وضغوط تمارس على اجبار الشاب بتطليق زوجته، هناك وساطات أخرى تسعى لإنجاح الزواج، خصوصا وهناك موافقة كاملة من أسرة الفتاة على الزواج، باستثناء خالها الذي استغل نفوذه لدى المليشيا واستمر باصراره على منع إقامة الزواج مهما كان.

ممانعة واسعة

المجتمع اليمني قابل تلك التصرفات باستنكار واسع وسخط كبير، مؤكدا ان ما تقوم به تلك القيادات الحوثية التي سبق وان افشلت حالات زواج مماثلة بذات المحافظة، احداها دونها أكتوبر/ تشرين الاول 2019م، في مديرية السياني الواقعة على مقربة من مدينة القاعدة، حيث داهم قيادي حوثي منطقة "دمنة نخلان" بعزلة عميد الخارج، واقتحم منزل العريس "غمدان النخلاني" وروع النساء والأطفال.

وكان سبب ذلك اعتراض القيادي الحوثي على لوحات التهاني من أصدقاء العريس ومحبيه وأبناء منطقته والتي كتب فيها اسمه ممهورا بلقب "النخلاني" نسبة لمنطقته "دمنة نخلان"، والتي لم ترق له كون العريس يمتهن "الحلاقة".

عنصرية متجددة

وبعد ان كان قد ذاب المفهوم العنصري خلال الثلاثة العقود الاخيرة من ثورة 26 سبتمبر 1962، التي سعت على اقامة المساواة بين ابناء المجتمع الواحد، عاودت المليشيا الحوثية منذ سيطرتها على البلاد في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، على تكريس مبدأ العنصرية والتمييز الطبقي، في مختلف مناطق سيطرتها.

وتؤكد مصادر محلية تنوعت لوكالة "خبر" أن المليشيا عملت على احياء ذلك المفهوم العنصري على مراحل واستهدفت من خلاله بدرجة اساسية محافظة إب في الدرجة الاولى يليها محافظة تعز، وتأتي محافظات ريمة وحجة والمحويت في المرتبة الثالثة.

وكشفت المصادر ان استهداف المليشيا بدرجة اساسية لمحافظة إب يعود إلى قلة عدد الأسر التي تسمى بـ"الهاشمية" فيها، وهو ما كان قد ساعد على اذابة معتقداتها بالرغم من الممانعة المستمرة حيال ذلك خصوصا من اسرة "العماد" بمديرية الرضمة، وكذلك أُسر "الشامي، وسفيان" في مديرية النادرة، بذات المحافظة.

تلك الممانعة استحضرتها اسرة "النهام" في مديرية قعطبة جنوبي النادرة التي تعتبر زواج اي شاب من ابناء القبائل على فتاة من هذه الاسرة غير جائز، مشبهة ذلك كزواج "الخيل على "الدابة"، -اي على انثى الحمار-، في توصيف تجاوز كل الحدود العنصرية.

ويرى قبليون ان مزاعم الأسر التي تطلق على نفسها بـ"الهاشمية" لا يقل شأنا عن العبودية، فهي تجيز لنفسها زواج أبنائها من بنات القبائل اليمنية وفي الوقت نفسه ترفض تزاوج ابناء القبائل على فتياتها.

ودعوا الأُسر التي تطلق على نفسها "الهاشمية" ايقاف بث سمومها بين اوساط المجتمع الذي اصبح يدرك ابعاد تلك المزاعم العنصرية التي ترمي من خلالها إلى اصطفاء نفسها ليس بالانساب وانما بالثروة وذلك ما تجلى بتشريع "الخُمس" لنفسها، مشيرين إلى ان ذلك لن يتم.