كنز من المعلومات عن قرود عمرها 13 مليون سنة في حفرية هندية

ملأت حفرية قرد تعود إلى 13 مليون عام، واكتشفها فريق بحثي أميركي شمال الهند، فراغاً كبيراً في سجل أحافير القرود، وقدمت أدلة جديدة بشأن تاريخ هجرة أسلاف قرد الجيبون من أفريقيا إلى آسيا.

والحفرية المكتشفة التي تم توثيقها أمس في دورية «بروسيدينج أوف رويال سوسيتي»، هي ضرس سفلي كامل، ينتمي إلى جنس وأنواع غير معروفة سابقاً من قرد الجيبون، وتمثل أقدم سلف معروف لهذا القرد، وأول نوع من القردة الأحفورية تم اكتشافه في موقع الحفريات الشهير «رامناغار» بالهند منذ ما يقرب من قرن.

وجاء اكتشاف الحفرية التي حملت اسم «Kapi ramnagarensis» عن طريق الصدفة؛ حيث كان كريستوفر سي جيلبرت، من كلية «هانتر» بجامعة مدينة نيويورك الأميركية، والباحث الرئيسي بالدراسة، مع زملائه الباحثين يتسلقون تلاً صغيراً في منطقة عثر فيها على فك متحجر للرئيسيات في العام السابق، وأثناء توقفه لراحة قصيرة، اكتشف جيلبرت شيئاً لامعاً في كومة صغيرة من الأوساخ على الأرض، فقام بالحفر وأدرك بسرعة أنه وجد شيئاً مميزاً.

ويقول جيلبرت في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية نيويورك بالتزامن مع نشر الدراسة: «علمنا على الفور أنها إحدى أسنان الرئيسيات؛ لكنها لا تشبه أسنان أي من الرئيسيات الموجودة سابقاً في المنطقة، ومن شكل وحجم الضرس، كان تخميننا الأولي أنه قد يكون من سلف قرد الجيبون».

ويضيف: «رغم تخميننا، كانت هناك شواهد تقول ربما أن ذلك لن يكون صحيحاً؛ لأنه لم يتم العثور سابقاً على أحافير جيبون في أي مكان بالقرب من رامناغار، لذلك علمنا أنه سيتعين علينا القيام بواجبنا لمعرفة بالضبط ما هي هذه الحفرية الصغيرة».

منذ اكتشاف الحفرية في عام 2015، أجريت سنوات من الدراسة والتحليل والمقارنة للتحقق من أن السن تنتمي إلى نوع جديد، وكذلك لتحديد مكانها بدقة في شجرة عائلة القرد، وتم تصوير الضرس وفحصه بالأشعة المقطعية، وتم فحص عينات مقارنة لأسنان القرد الحية والمنقرضة، لإبراز أوجه التشابه والاختلاف المهمة في تشريح الأسنان. وتقول أليخاندرا أورتيز، وهي جزء من فريق البحث: «ما وجدناه كان يشير بلا شك إلى الصلات الوثيقة بين الأسنان البالغة من العمر 13 مليون سنة وقرد الجيبون».

وبالإضافة إلى تحديد أن الحفرية تمثل أقدم حفرية لقرد الجيبون، فإن عمر الحفرية الذي يبلغ حوالي 13 مليون سنة، متزامن مع أحافير القردة العليا المعروفة، مما يدل على أن هجرة القردة العليا، بما في ذلك أسلاف إنسان الغاب، والقردة الصغرى من أفريقيا إلى آسيا، حدثت في الوقت نفسه تقريباً وعبر الأماكن ذاتها.