مصادر وخبراء يكشفون علاقة الاستخبارات الحوثية في خروج السعات الدولية للانترنت في اليمن

في الوقت الذي أعلنت مليشيا الحوثي خروج 60 بالمئة من سعات الانترنت في اليمن، معزية الأسباب إلى عطل خارج البلاد، كشفت مصادر مطلعة عن حقيقة ما وراء المزاعم الحوثية، مؤكدة أنها تلعب في الورقة "غير الرابحة". 
 
وخرجت 60 بالمئة من السعات الدولية للانترنت عن الخدمة، اليوم الاثنين 31 أغسطس/ آب 2020م، في مختلف المناطق اليمنية.
 
وعزت المؤسسة العامة للاتصالات والشركة اليمنية للاتصالات الدولية (تيليمن) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خروج سعات النت، إلى قطع في أحد المسارات الدولية خارج اليمن.
 
وقالت إن العطل الخارجي في وصلات الانترنت الدولي أثر على حركة الانترنت في معظم محافظات الجمهورية.
 
الاستخبارات الحوثية
 
في السياق، أفادت مصادر مطلعة في وزارة الاتصالات الخاضعة لمليشيا الحوثي لوكالة "خبر"، أن ضعف الشبكة يعود إلى تنسيق بين خبراء في الشركة والمزودين الدوليين للخدمة يرمي إلى عزل الشارع المحلي عن الأحداث المتسارعة التي تشهدها معظم جبهات القتال.
 
وأوضح المصدر، أنه كلما تلقت المليشيا الحوثية ضربات موجعة في جبهات القتال، في الوقت الذي كانت المليشيا قد سوقت إعلاميا لعناصرها إحرازها تقدما ميدانيا كبيرا تلجأ إلى عزل المناطق التي تشهد مواجهات محتدمة بدرحة أساسية وتوسع دائرة العزل أكثر كلما تخطت خسائرها الحدود التي تسبب انهيارا في صفوف مقاتليها.
 
وذكر المصدر أن ما قامت به المليشيا الحوثية من عزل خدمة الانترنت والاتصالات لمناطق حجور في حجة وبعدها البيضاء وغيرها أثناء احتدام المواجهات فيها، تم تحت إشراف مباشر من مهندسين وخبراء في جهازها الاستخباراتي. 
 
ولفت المصدر إلى أن حجم الخسائر الأكثر من فادحة التي تكبدتها المليشيا الحوثية في جبهات الجوف والبيضاء ومأرب والحديدة والضالع أصابت المليشيا بمقتل بعد ان خسرت العشرات من قياداتها العسكرية والميدانية معظمها مقربة من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، بالإضافة إلى مصرع مئات المقاتلين الميدانيين وجرح وأسر آخرين.
 
ولجأت المليشيا إلى اللعب بورقة خدمة الانترنت التي يراها خبراء عسكريون "غير رابحة"، مهما عزلت الرأي العام عن الاطلاع على حقيقة ضعفها والهوان الذي وصلت إليه، بعد أن اثقلت الخسائر كاهلها في معظم جبهات القتال، فيما انهكتها الضغوط الدولية المطالبة بسرعة تسليم مرتبات الموظفين المتواجدين في مناطق سيطرتها من إيرادات ضرائب المشتقات النفطية بميناء الحديدة بموجب الاتفاق الذي اشرف عليه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والتي سبق لها وان تلاعبت بارصدتها وسحبت منها 60 مليون دولار امريكي في وقت سابق، بحسب تصريحات للحكومة اليمنية الشرعية.
 
حزمة الضربات الموجعة التي لم تكن تتوقعها المليشيا جعلتها تبحث عن ورقة جديدة للتلاعب والمماطلة ولفت الانظار عن القضايا الاساسية والهاء الشارع المحلي والدولي بقضايا جانبية، وهو ما قد تنجح فيه في ظل الرغبة الاممية بإطالة الحرب في البلاد، ومنح المليشيا فرصة لالتقاط انفاسها وتعزيز جبهاتها بشريا وعسكريا خصوصا بعد ان نقل شهود عيان لوكالة "خبر" دفعها بتعزيزات بشرية خلال الساعات القليلة الماضية نحو العديد من الجبهات بينها جبهة الضالع، (جنوبي البلاد).
 
يذكر أن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا أقرَّت بتكبُّدها خسائر فادحة في الارواح والعتاد خلال الاسبوع الماضي بمعظم جبهات شرق وغرب وجنوبي البلاد.