المخا.. تشييع رسمي وشعبي لشهيد الجمهورية المناضل العميد محمد علي سويد (فيديو)

في موكب جنائزي مهيب تقدمته قيادات المقاومة الوطنية وقيادات القوات المشتركة.. شيع اليوم الأحد 28 يونيو 2020م في مدينة المخا بمحافظة تعز المناضل الشهيد العميد محمد علي سويد أحد أبرز مؤسسي المقاومة الوطنية إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء وسط حضور كبير لزملاء الشهيد من قادة الألوية العسكرية والضباط والجنود من منتسبي المقاومة الوطنية والقوات المشتركة وعدد من القيادات الأمنية وقيادات السلطة المحلية والمشايخ والأعيان وجمع غفير من المواطنين..
 
وقد جرى تشييع الشهيد الذي لف جثمانه بالعلم الوطني وسط مراسيم عسكرية تقديراً للأدوار الوطنية والنضالية التي اضطلع بها خلال مسيرة حياته الحافلة بالمواقف الوطنية المشرفة المنحازة للشعب والوطن والثورة والجمهورية، فعقب تخرجه من الكلية الحربية التحق بالحرس الخاص، ورافق رئيس الجمهورية السابق الزعيم الشهيد/ علي عبد الله صالح في معظم الزيارات والمهام الداخلية والخارجية، وظل يجسد القدوة في الانضباط وتنفيذ المهام الموكلة إليه على أكمل وجه ثابتاً على المبادئ التي سار عليها أبطال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
 
وعندما تعرضت اليمن لمؤامرة الربيع العبري عام  2011م، وقف الشهيد محمد سويد شامخا كجبال عيبان وشمسان وردفان، ولم يكترث بضجيج المتساقطين مدركاً كضابط وطني حر دوره في الدفاع عن مصالح الشعب والحفاظ على مكتسبات الوطن، كما يعد الشهيد من ابرز الضباط الأحرار الذين قارعوا ميليشيات الحوثي الكهنوتية ودافعوا ببسالة عن النظام الجمهوري في ثورة الثاني من ديسمبر الخالدة 2017م  التي قادها الزعيم الشهيد الخالد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق ورفيق دربه الأمين الأستاذ عارف عوض الزوكا ضد ميليشيات الحوثي الكهنوتية، وسيسجل التاريخ في أنصع صفحاته أن الشهيد محمد سويد ظل يقاتل ببسالة جحافل ميليشيات الحوثي العنصرية، وكان آخر من غادروا منزل الزعيم بعد ان استنفد كل ما لديه من ذخائر ومؤن، وحتى لا يسقط في قبضة ميليشيات الحوثي الكهنوتية  استخدم وسيلة تمويه استطاع من خلالها أن يفلت منهم بذكاء وحنكة.
 
وعقب ظهور العميد طارق محمد عبدالله صالح في عزاء شهيد الوطن الأستاذ عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في شبوة في يناير 2018م  ودعوته لمنتسبي الجيش والأمن وشباب اليمن الأحرار للتحرك إلى ساحات النضال ضد ميليشيات الحوثي ومن أجل الدفاع عن الجمهورية وحرية وكرامة الشعب اليمني، لبى العميد محمد سويد نداء الواجب وكان من ضمن أول عشرين شخصا التحقوا بالمقاومة الوطنية وقوات حراس الجمهورية منذ الأيام الأولى لتأسيسها في مطلع العام 2018م.
 
وفي تلك اللحظات الحرجة والمخاطر الجمة تجلت عظمة الشهيد سويد الذي قاوم الصعاب في بداية تأسيس المقاومة الوطنية بمعنوية عالية وكان يتحرك ليل نهار وينقل أفواج الملتحقين بصفوف المقاومة من إب والضالع وغيرها ولم يكل أو يمل رغم الجهد وكان بشوشا مبتسما وعسكريا من الطراز الأول، كما أشرف شخصيا على تجهيز معسكر بير أحمد في عدن (أول معسكر لقوات حراس الجمهورية) .. ولم يكتفِ بذلك بل إنه ساهم في إعداد وتأهيل الطلائع الأولى من أبطال قوات حراس الجمهورية..  
 
وترك الشهيد سجلا ناصعاً، وسيرة نضالية ستظل مصدر إلهام لكل الثائرين والأحرار ومحل فخر واعتزاز لأجيال اليمن المتعاقبة وللجماهير التي احتشدت لتوديع هذا الفارس الجمهوري الذي لم يخن الأمانة أو ينكث بالقسم الذي عاهد الله والشعب ورفاق السلاح عليه وظل ثابت المبادئ في ساحات النضال ضد ميليشيات الحوثي حتى اختاره الله إلى جواره.
 
وبعد الصلاة على الشهيد جرى حمل جثمانه الطاهر من قبل كوكبة من حرس الشرف ليوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة المخا.

قالوا عن الشهيد :
في البداية تحدث العميد /صادق الأكوع عن مناقب الشهيد قائلاً: كان العميد محمد سويد رحمه الله من أوائل مؤسسي المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية"، ومن أوائل المغادرين العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن بعد انتفاضة الـ2 من ديسمبر الخالدة والتي كان له دور كبير فيها، حيث كان من آخر المغادرين من منزل الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه وكل الشهداء .
 
وأضاف العميد الأكوع: ومن منا لا يعرف دور الشهيد الكبير منذ تأسيس المقاومة وما بذله من جهود كبيرة من معسكر بئر أحمد في عدن إلى الساحل الغربي وحتى استشهاده.
 
وأشار العميد الأكوع بأن رحيل العميد محمد سويد رحمه الله يعد خسارة كبيرة على المقاومة الوطنية وعلى اليمن بشكل عام لما كان يتمتع به الشهيد من صفات قيادية وصدق وإخلاص لوطنه ودماثة أخلاقه مع زملائه.
 
من جانبه تحدث العميد/ نجيب ورق مدير عام شرطة محافظة الحديدة قائلاً: نودع اليوم الزميل العميد محمد سويد وهو من القادة الأبطال الذين التحقوا بجبهات العزة والشرف في ميادين جبهة الساحل الغربي لمواجهة المليشيات الحوثية الكهنوتية.
 
مؤكدا بأن العميد محمد سويد من القيادات المتميزة في الساحل الغربي وقد أبلى بلاء حسنا في أداء واجبه الوطني والديني، ونعزي أنفسنا ونعزي قائد المقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح برحيل هذه الهامة الوطنية "إنا لله وإنا إليه راجعون".
 
إلى ذلك قال العقيد عادل الهرش: رحم الشهيد والأخ والزميل العزيز العميد محمد علي سويد والذي يعتبر من أوائل المؤسسين للمقاومة الوطنية وكان من القادة الميدانيين القلائل الذين قاموا باستقبالنا في معسكر بئر أحمد في بداية عام  ٢٠١٨م ومن الذين كان لهم دور بارز في تأسيس المقاومة الوطنية.
 
وأضاف العقيد الهرش: عرفت العميد الشهيد محمد سويد قبل خمسة وعشرين عاما أثناء ما جمعنا العمل به في الحرس الخاص، فكان مثالا للرجل المخلص لوطنه وشعبه، ولم يكن من أهل الطمع والمكاسب بل بذل حياته مخلصا لوطنه ولعمله ولما كلف به، وبرحيله خسرت المقاومة الوطنية واحداً من أوفى رجالها.
 
السيرة الذاتية للشهيد:
- الاسم : العميد محمد علي محمد سويد
-  تاريخ الميلاد : 2/2/1967م امانة العاصمة صنعاء.
- الحالة الاجتماعية: متزوج وله 5 أبناء ولدان وثلاث بنات.
-أكمل الثانوية العام عام 1987م.
-حصل على بكالوريوس علوم عسكرية من الكلية الحربية بصنعاء عام 1992م.
-حصل على دورات تأهيلية عدة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها.
-تولى عمليات اللواء الأول حرس خاص.
-كما التحق بمجموعة الحماية الخاصة للرئيس السابق الشهيد/ علي عبدالله صالح.
- كلف بمهام قائد كتيبة مقدمة حراسة أثناء افتتاح الرئيس السابق الشهيد علي عبد الله صالح للمشاريع التنموية والخدمية والزيارات التفقدية في العاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية، وكان آخرها في خليجي 20.
- عين نائبا لعمليات الحماية الخاصة للشهيد الخالد حتى ثورة الثاني من ديسمبر الخالدة عام 2017م.
- كلف في بداية عام 2018م أثناء تأسيس المقاومة الوطنية في عدن القيام بمهام الاستدعاء واللوجستي وأيضا في العمليات وكان يتنقل من عدن إلى إب وغيرها لنقل الملتحقين بصفوف المقاومة.
- في عام 2019م عين رئيسا لعمليات اللواء الخامس حراس جمهورية
- في 2020م عين الشهيد لوجستي قطاع الامن في مديريات الساحل الغربي حتى تاريخ وفاته.
-في عصر يوم الجمعة 26 يونيو 2020 م ارتقت روحه إلى بارئها وترجل فارسا من فرسان الثورة والجمهورية، من خيرة الرجال الذين أنجبتهم اليمن فقد خبرته ميادين البطولة وساحات الشرف والفداء مقداما جسورا يواجه الموت بشموخ وإباء وابتسامة الواثق بنصر الله، وتوج تاريخه النضالي في الساحل الغربي قائدا متميزا في إعداد وتأهيل أبطال حراس الجمهورية الذين وجدوا فيه الأب والمعلم والقدوة في النزاهة والكرم والإيثار ودماثة الخلق.
فسلام عليك أيها الشهيد البطل وعهداً بأننا على دربك سائرون حتى النصر ولا نامت أعين الجبناء.