خبراء غربيون: شحنة الأسلحة المصادرَة في بحر العرب تظهر عمق التورُّط الإيراني في اليمن

أكد خبراء غربيون وإيرانيون، أن الاستيلاء الأمريكي الأخير على شحنة الصواريخ الإيرانية التي كانت في طريقها إلى المتمردين في اليمن، يسلط الضوء على المشاركة الإيرانية البعيدة المدى في الدولة التي مزقتها الحرب.

وصرح مسئولون أمريكيون، فى وقت سابق من هذا الشهر، أن فريقا من قوات البحرية الأمريكية وخفر السواحل الأمريكي صادر قارباً في شمال بحر العرب كان يحمل أسلحة متطورة للمتمردين الذين تدعمهم إيران في اليمن.

ويشدد بعض الخبراء أن هذا الحادث يدل على تصعيد الجهود الإيرانية لتحدي الالتزامات الدولية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة ككل.

وقال جيمس فيليبس، باحث أقدم في مؤسسة "هيريتيج" الأمريكية لموقع "فويس أوف أمريكا": "هذا دليل إضافي على أن إيران تواصل انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة في تصدير الأسلحة، وهو أمر غير مسموح به البتة".

ويحظر قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنيه عام 2007 إيران من توريد وتصدير الأسلحة إلى خارج البلاد ما لم يوافق عليها مجلس الأمن. فيما يحظر قرار آخر، تم تبنيه في عام 2015، تزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بالأسلحة.

ويستخدم الحوثيون الأجزاء المهربة من إيران لبناء ترسانتهم الحربية. واتُهم فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي صنفته إدارة ترامب منظمة إرهابية في وقت سابق من هذا العام، بتزويد المتمردين الحوثيين بالأسلحة والخبراء.

كمية ضخمة من الأسلحة

وعلى الرغم من أن حجم الشحنة التي تم الاستيلاء عليها مؤخراً ليست واضحة، غير أن الخبراء يؤكدون بأنه على مر السنين، سلمت إيران كمية كبيرة من الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين ردا على ما تعتبره طهران نفوذا سعوديا متزايدًا في البلاد.

باباك تاغفاي، المحلل العسكري الإيراني والمقيم في مالطا وعلى علم بتورط إيران في النزاعات الإقليمية، قال "إن هذه الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها ليست سوى مثال صغير على ما ترسله قوة الحرس الثوري الإيراني إلى المتمردين الحوثيين".

وأضاف، إن التحالف العربي صادر في عدة مناسبات أسلحة إيرانية كانت مخصصة للحوثيين.

ورغم أن الاستيلاء الأخير يمثل المرة الأولى التي يتم فيها نقل هذه المكونات المتطورة في طريقها إلى الحوثيين، فقد اعترضت السفن الحربية الأمريكية الأسلحة الإيرانية التي كان محتملاً توجهها لمقاتلي الحوثي وصادرتها عدة مرات في السنوات الأخيرة.

وقال المحلل تاغفاي، إن "مصادرة هذه الأسلحة سيساعد الولايات المتحدة وحلفاءها على معرفة التكنولوجيا والمواد المستخدمة لإنتاج هذه الأسلحة وكيفية حماية قواتها من خطرهم".

قوات أمريكية إضافية؟

وعلى الرغم من التوترات المتزايدة بين طهران وواشنطن، يستبعد الخبراء احتمال أي مواجهة مباشرة بين الجانبين في منطقة الخليج.

ومع ذلك، قال نيكولاس هيراس، باحث بشئون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تزيد من وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وذلك لسببين.

وأضاف في حديثه لـ "فويس أوف أمريكا": "الأول هو طمأنة الشركاء مثل المملكة العربية السعودية بأن الولايات المتحدة جادة في حماية أراضيها وأيضا أصولها الاقتصادية الرئيسية، مثل خطوط أنابيب النفط".

أما "الهدف الثاني هو إرسال إشارة إلى إيران مفادها أنه إذا قررت الولايات المتحدة أن الوقت قد حان للتصعيد ضد إيران وأنشطتها الخبيثة في الشرق الأوسط الكبير، فإن الولايات المتحدة لديها القوة للقيام بذلك".

وعززت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة وجودها العسكري في المنطقة، ونشرت قوات إضافية وسفناً وطائرات وإمدادات عسكرية أخرى ردا على ما يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تهديد متزايد من إيران.

دولة مخربة في اليمن

ويشدد بعض الخبراء أيضا أن الاستيلاء الأخير يعد دليلا إضافيا على أن إيران تتصرف "كدولة مخربة" في اليمن، خاصة وأن السعودية قد دخلت في محادثات غير رسمية مع الحوثيين حول وقف محتمل لإطلاق النار.

وقال جيسون برودسكي الخبير في شؤون إيران "تسعى الرياض إلى تأمين حدودها مع اليمن كجزء من هذه العملية، لكن التسلح الإيراني المستمر للحوثيين، هو طريقة طهران لوضع بصماتها على نطاق واسع في اليمن".

وأضاف "هذه الشحنة التي تم الاستيلاء عليها ليست سوى دليل آخر على تمدد القوة الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة".