قصة اكتشاف "قصر ضخم تحت الأرض يضم أكبر تابوت في تاريخ مصر القديمة"

تحتضن مدينة سقارة وهي إحدى القرى التابعة لمحافظة الجيزة بمصر هرم زوسر، أو كما يطلق عليه الهرم المدرج ذو المصاطب الست و به أكبر تابوت في مصر، يعود تاريخ بناؤه إلى القرن السابع والعشرين قبل الميلاد إبان عصر الأسرة الثالثة.
 
يعتبر زوسر أبكر محاولات بناء الأهرامات، غير أن علماء الآثار اكتشفوا أمراً مذهلاً تحت سطحه، كشفت المؤرخة بيتاني هيوز خلال حلقات برنامجها الذي يُذاع على شبكة Channel 5 البريطانية ويحمل اسم «كنوز مصر العظيمة» كيف كانت مدينةٌ بأكملها مخبأةً تحت الرمال.
 
وأشارت وفق صحيفة express البريطانية إلى أنه في منتصف القرن التاسع عشر، اكتشف عالم الآثار الفرنسي أوغوست مارييت دليلاً آخر على وجود آثار تحت سقارة، كان ذلك تمثالاً لأبي الهول مدفوناً في الرمال، فوجد أن هناك مؤشراً يدفعه للحفر هو وفريقه تحت الهرم.
 
وسرعان ما وجدوا تمثالاً آخر لأبي الهول، ثم ثالثٌ، حتى وصل عددهم 100 تمثالٍ، قضى مارييت شهوراً يُنظف الطريق تحت الأرض الذي يضم التماثيل، ويشحنها إلى باريس.
 
وفي نهار يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1851، وصل مارييت إلى مدخل غامض تحت الأرض، لم يكن يعلم أن تماثيل أبوالهول ستقوده إلى دهليزٍ محفور من الممرات، وبه أكبر تابوتٍ وجد في تاريخ مصر على الإطلاق، مصنوعٌ من الغرانيت الصلب، ويزن قرابة 90 طناً.
 
تخيل فقط كيف كنت ستشعر لو أنك كنت أول من يكتشف هذا التابوت الضخم، على عمق مئات الأمتار تحت الأرض في تخطيط يشبه تخطيطات مدن بأكملها.
 
كانت هذه المقبرة -والحديث على لسان بيتاني- مهمة جداً للقدماء المصريين، لأنها قصر مبني تحت الأرض، ليس قصراً عادياً، بل قصر مخصص لموتى.
 
يضم البناء محتويات غريبة، قال العلماء حينها إنهم لم يروا مثلها من قبل، وكانوا متحمسين جداً لاكتشاف كل جزء فيها، وبعد أن فتحوها بالديناميت، وجدوا داخلها ثوراً محنطاً، وبعدها تبين لهم أن المقبرة بأكملها كانت موقعاً مخصصاً للثيران المقدسة.