مصر تستعد لافتتاح "قصر البارون" الأثري بعد ترميم معظم أجزائه

تواصل وزارة الآثار المصرية أعمال ترميم قصر البارون إمبان الأثري، بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)؛ تمهيداً لافتتاحه أمام الجمهور قبيل نهاية العام الحالي، وذلك بعدما أنهت الوزارة نحو 85 في المائة من أعمال الترميم.

وقال العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشؤون الهندسية والمشرف العام على القاهرة التاريخية، في بيان صحافي الخميس «إن أعمال الترميم تجري حالياً على قدم وساق تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، وإنه تم الانتهاء حتى الآن من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف قصر البارون وترميمها، وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصية، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسي، والتماثيل الرخامية بالموقع العام».

وأضاف: «تم البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به». ولفت إلى أن «تكلفة ترميم قصر البارون تبلغ نحو 100 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 16.5 جنيه مصري).

وتتولى وزارة الآثار المصرية، بالتعاون مع السفارة البلجيكية في القاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، تنفيذ مشروع إعادة توظيف القصر حالياً.

وأزالت وزارة الآثار المصرية الأسوار الحديدية غير الأثرية، والتي تم تركيبها حول القصر عام 2006؛ لسوء حالتها، وعدم ملاءمتها للقيمة الأثرية والمعمارية للقصر، بجانب الحفاظ على معايير الأصالة خلال أعمال الترميم الخاصة بالقصر، وفق سمير الذي أكد أنه لن يتم بناء سور حجري بدلاً منها، حول القصر، بل تمت الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل، لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، وهي عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، يعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار.

وأكدت وزارة الآثار في بيانها، أنه لن يتم حجب رؤية القصر عن المارة، حتى يستمتع المواطنون العابرون من الشوارع المحيطة بالقصر بمشاهدة روعة تصميمه.

وتبلغ مساحة القصر الذي بناه البلجيكي البارون إمبان نحو 12.5 ألف متر، وصمم القصر بحيث لا تغيب الشمس عن جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم وأشهر القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، صممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل بناؤه عام 1911، وهو مستوحى من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسي. غامر صاحبه البلجيكي ببنائه في وسط منطقة صحراوية لا يسكنها أحد على حدود العاصمة المصرية القاهرة في بدايات القرن الماضي، لكنه استطاع تحويل منطقة شرق القاهرة إلى أحد أبرز أحياء العاصمة المصرية في غضون سنوات.

وتسعى الحكومة المصرية إلى تحويل القصر إلى مركز ثقافي عالمي لإدارة الحوارات والاحتفالات والندوات واستقبال المعارض، مع تخصيص جزء منه ليكون متحفاً يؤرخ لضاحية مصر الجديدة، وأرشيفاً صغيراً للوثائق والكتب والمجلدات التي صدرت في فترة بناء القصر.