اتفاق "مهم جدا" ينزع فتيل حرب تجارية بين واشنطن والمكسيك

عبرت واشنطن عن ارتياحها للتوصل لاتفاق "مهم جدا" بشأن الهجرة، يحول دون نشوب حرب تجارية بين البلدين، وذلك بعد أن كان الرئيس الأمريكي قد هدد بفرض رسوم تصاعدية على جميع الصادرات المكسيكية، فيما أعدت مكسيكو قائمة لرد محتمل.

أشاد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن السبت (الثامن من يونيو/حزيران) بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك حول الهجرة ووصفه بأنه "مهم جدا جدا". وقال منتوشن متحدثا إلى الصحافيين على هامش اجتماع وزارة المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في اليابان "إننا في غاية الارتياح للاتفاق الذي توصلنا إليه" مضيفا "نقدر كثيرا التعهدات التي قطعتها المكسيك لمساعدتنا في مسائل الهجرة الهامة هذه".

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك الجمعة في بيان مشترك أنّ مكسيكو ستتّخذ "إجراءات غير مسبوقة" لمكافحة الهجرة السرية. وجاء في البيان أنّ من بين الإجراءات التي التزمت المكسيك بتنفيذها "نشر حرسها الوطني في عموم أنحاء البلاد ولا سيّما عند حدودها الجنوبية". وأضاف أنّ المكسيك وافقت أيضاً على أن تستقبل كل المهاجرين الذين يعبرون أراضيها إلى الولايات المتحدة طلباً للجوء، وذلك بانتظار نظر المحاكم الأمريكية بهذه الطلبات.

وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد في واشنطن إن نشر الحرس الوطني سيبدأ يوم الاثنين، وقال "أعتقد أنه توازن عادل".

وقبيل إعلان البيان المشترك غرد الرئيس الأمريكي على تويتر بأنّ الرسوم الجمركية المشددة التي كان يهدّد بفرضها على مكسيكو "تمّ تعليقها إلى أجل غير مسمّى"، بعد أن وافقت المكسيك "على اتّخاذ تدابير قوية لوقف تدفّق المهاجرين .. إلى حدودنا الجنوبية" ما سيؤدي إلى "خفض كبير أو القضاء على الهجرة غير الشرعية القادمة من المكسيك".

وكان ترامب، الذي يشن هجوما متواصلا على الهجرة غير الشرعية منذ أن كان مرشحا، قد هدد بفرض رسوم نسبتها خمسة في المئة على جميع الصادرات المكسيكية إلى بلاده اعتبارا من يوم الاثنين المقبل تتصاعد إلى 25 في المئة ما لم تفعل المكسيك المزيد لتشديد الرقابة على حدودها. وستبقى عند هذا الحد إلى حين استجابة مكسيكو لمطالب واشنطن بشأن ضبط حركة الهجرة.

وفرض تلك الرسوم كان سيدخل الولايات المتحدة في حرب تجارية أخرى مع أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لها، وسيزيد من اضطرابات الأسواق المتوترة بالفعل بسبب التراجع الاقتصادي العالمي. وكانت المكسيك قد أعدت قائمة برسوم جمركية محتملة للرد على العقوبات الأمريكية تستهدف منتجات من ولايات زراعية وصناعية تعتبر قاعدة ترامب الانتخابية، وهو أسلوب تستخدمه الصين بهدف التأثير على محاولة الرئيس الأمريكي الترشح لفترة جديدة عام 2020.