خبراء مجلس الأمن: الصحفي العبسي قُتل خلال تحقيقه بشأن تورط قادة حوثيين باستيراد النفط لتمويل الحرب

كشف فريق لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي في تقريره السنوي المقدم لمجلس الأمن، عن حصول مليشيا الحوثي شهرياً ملبغ 26 مليون دولار فقط من ميناء الحديدة عبر الشحنات النفطية التي تدخل ويأخذون عليها رسوماً جمركية.

وقال الخبراء، في تقريرهم، إن الفريق استند في تقييماته إلى معلومات استقيت من عقد بين شركة كمران للصناعة والاستثمار وشركة إكسترا بتروليوم، تسرب إلى وسائط الإعلام. وأشارت وثيقة العقد إلى أن الحوثيين كانوا يجبون مبلغ 48.19 ريـالاً يمنياً عن كل لتر من الوقود المستورد (انظر الجدول 2). واستناداً إلى المتوسط الشهري لواردات الوقود، حصّل الحوثيون 995 10 مليون ريـال يمني (وهو ما يعادل 24.4 مليون دولار) بما في ذلك 140 1 مليون ريـال يمني (وهو ما يعادل 2.5 مليون دولار) كدعم للمجهود الحربي.

وأضاف، أن الحوثيين قاموا، بعد أن سيطروا على السلطة في عام 2015، بإصدار تراخيص استيراد لشركات شتى. ووفقا للتجار، فإن كل ترخيص يكلف ما يعادل 800 دولار، باحتساب الرسوم. وفي الفترة من أيلول/سبتمبر 2016( ) إلى تشرين الأول/أكتوبر 2018، قامت 52 شركة بدور وكلاء بيع في معاملات استيراد الوقود (انظر المرفق 18).

وبحسب التقرير، الذي حصلت عليه "وكالة خبر"، لاحظ الفريق حدوث جريمة قتل مشتبه بها في 20 كانون الأول/ديسمبر 2016، راح ضحيتها محمد عبده العبسي، وهو صحفي مقيم في صنعاء كان يعد تحقيقا بشأن تورط قادة الحوثيين في استيراد الوقود لتمويل النزاع الدائر. وقد طالب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإجراء تحقيق مستقل وشامل في وفاة السيد العبسي في بيان صدر تنفيذاً لقرار اليونسكو 29 (1997)( ). ولاحظ الفريق، وفقاً لما ذكرته عدة وسائل إعلامية، أن السيد العبسي قد ذكر ثلاث شركات متورطة في مثل تلك الأنشطة: يمن لايف (Yemen Life)، التي يملكها محمد عبد السلام صلاح فليتة (الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس مجلس إدارة شبكة المسيرة التلفزيونية الحوثية)( )؛ وشركة أويل برايمر (Oil Primer)، التي يملكها دغسان محمد دغسان؛ وشركة بلاك غولد (Black Gold)، التي يملكها علي قرشا( ).

وحدد الفريق فيما بعد ثلاث شركات تحمل أسماء مماثلة، وهي اليمن إيلاف (Yemen Elaf)، وأويل بريمر (Oil Premier) (لاحظ التغيير في الهجاء)، وبلاك غولد، فضلا عن شركتين إضافيتين، وهما شركة ويلرز (Wheelers) كواجهة لشركة أويل بريميير وشركة بلد الخيرات (Balad al Khairat) التي تعمل بصفتها وكيلة بيع لبلاك غولد.