أبل تمطر الأسواق بأجهزة جديدة لتوسيع قاعدة مستخدميها

لندن – قدمت شركة أبل أمس منتجاتها الجديدة التي لم تحمل مفاجآت كبيرة، كما جرت العادة بين عام وآخر، لكن العلامة الفارقة كانت تقديم هاتف ذكي أكبر وساعتين ذكيتين أكبر حجما.
 
وركزت الشركة على هواتف آيفون الذكية، في محاولة لتعزيز مبيعاتها التي تراجعت قليلا في الربع الثاني من العام، خاصة أن تلك الهواتف لا تزال تشكل ثلثي إيرادات الشركة.
 
وطرحت الشركة كما كان متوقعا 3 هواتف ذكية جديدة لا تختلف مواصفاتها كثيرا عن آيفون اكس، باستثناء أن اثنين منها بحجم أكبر، أحدهما الفئة الممتازة بسعر ألف دولار، والآخر أرخص ثمنا في محاولة لتوسيع قاعدة مستخدمي هواتف أبل.
 
وحملت النسخة المماثلة لجهاز آيفون اكس السابق اسم “آيفون اكس.أس″ وهي مشابهة من حيث حجم الشاشة البالغ 5.8 بوصة وكذلك السعر البالغ 999 دولارا إلى جانب بطارية أطول عمرا وقدرات أوسع من الجهاز السابق.
 
وتكمن الإثارة في النسخة الأكبر التي حملت اسم “آيفون اكس.أس ماكس″ والذي يمكن أن يستقطب اهتمام المستخدمين الذين يبحثون عن جهاز يقوم بجميع الوظائف للاستغناء عن الحاجة إلى الأجهزة اللوحية والكثير من وظائف الكومبيوتر.
 
وبلغ حجم شاشة الهاتف الجديد 6.5 بوصة وتمتد إلى الحواف الخارجية للهاتف وسيتم طرحه في الأسواق بسعر 1099 دولارا بزيادة 100 دولار عن سعر هاتف آيفون اكس الذي طرح العام الماضي.
 
أما النسخة الثالثة الأرخص ثمنا فقد حمل اسم آيفون 9 وجاء بشاشة كبيرة حجمها 6.1 بوصة وتضمن معظم مزايا آيفون السابق مثل الشاشة التي تمتد على جميع مساحة الجهاز وخاصية التعرف على الوجه مع بطارية تتيح وقت تشغيل أطول.
 
ولم يقتصر التحول إلى الحجم الأكبر على هواتف آيفون الجديدة، حيث طرحت الشركة نسختين من ساعة أبل ووتش بمساحة شاشة أكبر تمتد من الحافة إلى الحافة على كامل مساحة الساعة، لتمكينها من عرض محتوى أكثر.
 
وتشير البيانات إلى أن ساعات أبل لم تحقق حتى الآن نجاحات تذكر لشركة أبل، ولم تشكل مبيعاتها سوى جزء ضئيل من مبيعات الشركة، رغم أن المراقبين يعتبرونها أفضل ساعات ذكية طرحت في الأسواق حتى الآن.
 
ورغم طرح 3 هواتف جديدة وساعتين ذكيتين، إلا أن ردود أفعال المحللين تقول إن الشركة لم تقدم نقلة نوعية كبيرة وفضلت زيادة الخيارات المطروحة لتوسيع قاعدة زبائنها.
 
ودأبت أبل على تقديم نقلة نوعية كبيرة في منتجاتها كل عامين، في حين تقدم إضافات محدودة بينها، حين تحمل الأجهزة نفس أسماء الأجهزة السابقة مع إضافة الحرف أس إليها.
 
ورغم أن إيرادات أبل ارتفعت بسبب السعر المرتفع لجهاز آيفون اكس السابق الذي طرح بسعر ألف دولار، إلا أن مبيعاتها من هواتف آيفون تراجعت إلى نحو 41.3 مليون جهاز، لتفقد المرتبة الثانية في مبيعات الهواتف الذكية لصالح شركة هواوي الصينية.
 
وتجاوزت القيمة السوقية لأسهم أبل مستوى التريليون دولار وتحتاج الشركة للمواظبة على نمو إيراداتها من هواتف آيفون، في ظل ثبات الطلب العالمي على الهواتف المحمولة. ويمكنها تحقيق ذلك عن طريق حمل الناس على شراء هواتف أغلى ثمنا.
 
وقال هال إيدنز كبير الاقتصاديين لدى كابيتال انفستمنت كاونسل، المساهمة في أبل “ليس هناك تغيير حقيقي… الأمر يتعلق فقط بإقناع الناس بمواصلة التطلع للأعلى”.
 
وأضاف أن المواصفات الجديدة قد تشجع زبائن أبل الذين يمسكون بهواتف مضى عليها ثلاث أو أربع سنوات ويتحفظون حيال الأسعار على التحديث.
 
وترى وكالة بلومبيرغ للأنباء أنه رغم تباطؤ نمو سوق الهواتف الذكية في العالم بشكل عام، فإن ارتفاع أسعار بيع هواتف “آيفون” ساعدها في زيادة إيراداتها وتعزيز حصتها السوقية.
 
ويأتي احتفال أبل بإطلاق المنتجات الجديدة في وقت يدعو فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشركة لنقل نشاط التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة ويفرض رسوما جديدة على المنتجات الصينية، يمكن أن تصل آثارها إلى منتجات أبل.
 
وتراجعت السوق العالمية لمبيعات الهواتف الذكية في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 1.8 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حيث بلغت مبيعات الهواتف الذكية نحو 342 مليون جهاز.
 
وترى آي.دي.سي أن السوق سوف تستأنف نموها الذي يتوقع أن يرتفع بنحو 3 بالمئة سنويا اعتبارا من العام المقبل بفضل تحسن في السوق الهندية وانتعاش في الصين وتوافر خدمة الإنترنت النقال الفائق السرعة من الجيل الخامس.