حوار| المنسق الدولي "الإنساني" على الأرض في اليمن: "الاقتراب من الكارثة"

حذر يوهانس فان دير كلاو، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، من استمرار تدهور الأوضاع في البلاد. وقال، إن 80 في المئة من السكان بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، فيما زاد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بنحو مليون خلال عام.

ووصف فان دير كلاو ـ الموجود في صنعاء ـ الوضع الإنساني في اليمن، في حوار هاتفي أجرته معه إذاعة الأمم المتحدة، بأنه "مازال مقلقاً بشكل بالغ، ويقترب من حد الكارثة في بعض المناطق". وقال: "كان اليمن يشهد أزمة طويلة الأمد، وأدى تصاعد الصراع منذ نهاية مارس آذار إلى تفاقم الوضع. فبعد 5 أشهر من بدء الحرب، زادت الاحتياجات الإنسانية. في بداية العام كان 60 في المئة من سكان اليمن المقدر عددهم بـ25 مليوناً، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، الآن وصل عدد المحتاجين إلى شكل ما من المساعدات إلى 21 مليوناً، أي 80 في المئة من عدد السكان". مؤكداً "أن 4 من كل 5 يمنيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية الخارجية، إنها أرقام هائلة".

تحديات..

وعن الاحتياجات المتزايدة، خاصة مع صعوبة إيصال المساعدات في ظل الوضع الأمني الصعب، أوضح فان دير كلاو أن هذا "هو أحد التحديات الصعبة التي نواجهها، إذا استمر الصراع فسيكون من الصعب للغاية توصيل إمدادات الإغاثة بشكل آمن إلى المحتاجين عبر الخطوط الأمامية ونقاط التفتيش". وتابع: "الوضع صعب للغاية، لأننا بحاجة إلى التفاوض مع أطراف كثيرة على الأرض ومع قوات التحالف أيضاً في الرياض. إننا نريد أن نضمن وصول القوافل بأمان إلى المحتاجين، وأيضاً الوصول إلى العالقين في مناطق الحرب. لا توجد لدينا ما نطلق عليه "المساحة الإنسانية" للعمل، وهذا تحد كبير. هناك تحديات أخرى.. مثلاً نحتاج إلى زيادة عدد عاملينا هنا في اليمن، وإلى أن نكون بالقرب من المناطق التي يوجد فيها المحتاجون، ونحتاج إلى استعادة وجودنا في عدن وتعز والحديدة وصعدة. ومادام الصراع يستعر هناك فسيكون من الصعب استئناف برامجنا وخدماتنا. هناك أيضاً التحدي المتمثل في التمويل، فالجهات المانحة تريد أن تتأكد من قدرتنا على توصيل المساعدات والعمل في الميدان. وهنا تظهر مسألة عدم وجود التمويل الكافي اللازم لأنشطتنا وتوسيع جهودنا".

وبخصوص تحذير الأمم المتحدة من كون معدلات سوء التغذية الحاد قد وصل مستويات حرجة في بعض مناطق اليمن، قال فان دير كلاو: "يعني هذا أنك لا تعرف ما إذا كنت ستحصل على وجبة غذاء في اليوم التالي أم لا. يعاني 13 مليون يمني، أي نصف عدد السكان، من انعدام الأمن الغذائي، لا يعرفون ما إذا كانوا سيجدون ما يكفيهم من الطعام في اليوم التالي أم لا. من بين هؤلاء، أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد أو المزمن، ويؤثر ذلك على قدراتهم العقلية وليس فقط الجسدية. الآن لدينا 1.8 مليون طفل يعانون من شكل من أشكال سوء التغذية، كان العدد في العام الماضي 800 ألف. لقد تم فعل الكثير من قبل للتصدي لسوء التغذية بين الأطفال، ولكن الأعداد تتزايد مع الصراع، وهو أمر مقلق للغاية".

احتياجات متزايدة..

وعن المناطق الأكثر تضرراً فيما يخص إيصال قوافل المساعدات إليها يؤكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: "نواصل العمل في ظل وضع أولويات محددة بسبب محدودية قدراتنا وزيادة الاحتياجات. على سبيل المثال، مدينة تعز تشهد قتالاً عنيفاً ولم تتلق أية مساعدات من الخارج منذ فترة واضطرت المستشفيات بها إلى إغلاق أبوابها، كما توقف عمل نظام ضخ المياه بسبب نقص الوقود، ولا يستطيع السكان الخروج من منازلهم".

وأضاف: "قمنا بالتفاوض مع كل الأطراف على الأرض ومع قوات التحالف في الرياض كي نتمكن من توصيل المساعدات الطبية والغذائية ومواد الإغاثة الضرورية عبر الشاحنات إلى مدينة تعز، وأيضاً من توزيع تلك المواد داخل المدينة وتوصيل الوقود إلى محطة المياه والوصول إلى المستشفيات. لقد استغرق هذا الأمر 10 أيام من المفاوضات، ونأمل في أن تتمكن الشاحنات من دخول المدينة. ولكن هذا الأمر يظهر صعوبة التفاوض على دخول المساعدات لأننا نعمل في منطقة حرب".