رماد البركان يحول تونغا إلى ما يشبه سطح القمر

أدى ثوران بركاني هائل في تونغا بالمحيط الهادئ، إلى حدوث موجات مد بحرية عاتية (تسونامي) وانتشار كبير للرماد في جزر المحيط الهادئ وقطع الكهرباء وقطع الاتصالات.

وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، إن كارثة تسونامي ألحقت "أضرارا كبيرة" بعد أن قذفت بالقوارب إلى الشاطئ ودمرت المتاجر الواقعة عليه.

وتعد المعلومات الواردة من تونغا عن الموقف شحيحة، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات حتى الآن.

يقول السكان المحليون إن تونغا تبدو "مثل سطح القمر" بعد أن غطتها طبقة سميكة من الرماد البركاني.

وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية إن تقارير أشارت إلى تلوث إمدادات المياه النظيفة بالغبار، مما جعل هناك حاجة ضرورية لتوفير المياه.

وقالت جمعيات خيرية إن الرماد والدخان دفعوا السلطات إلى مطالبة الناس بارتداء أقنعة لحماية رئتيهم وشرب المياه المعبأة في زجاجات فقط.

ثار البركان تحت الماء يوم السبت، مما أدى لخروج عمود من الرماد في السماء وأرسل موجات من المد بارتفاع 1.2 متر باتجاه شواطئ تونغا. وكان الانفجار مدويا لدرجة أنه يمكن سماعه في نيوزيلندا، التي تبعد 2383 كيلومترا من تونغا.

وأظلمت السماء بالرماد البركاني الذي حجب الشمس، وأظهرت مقاطع فيديو اختناقات مرورية مع محاولة الناس الفرار من المناطق المنخفضة بالسيارة والوصول لمناطق مرتفعة. كما تعطلت خطوط الإنترنت والهاتف بعد ساعات في تونغا، مما جعل الوصول إلى سكان الجزيرة البالغ عددهم 105 آلاف نسمة صعب للغاية.

وقالت أرديرن إن الكهرباء أعيدت إلى بعض أجزاء الجزيرة وبدأت الهواتف المحمولة في العمل ببطء مرة أخرى. لكن الوضع في بعض المناطق الساحلية ظل مجهولا.

وزاد قلق مواطني تونغا في أستراليا ونيوزيلندا على ذويهم، لانقطاع الاتصال بينهم وبين أصدقائهم وعائلاتهم في الداخل.

قالت فاطيما إنها لم تسمع أي شيء من زميلها الذي يدير مطعما على الواجهة البحرية في نوكوالوفا عاصمة تونغا.

وأضافت لبي بي سي: "الأمر محزن للغاية، ونأمل في الأفضل". "هذا سيؤثر عليهم بشدة لأنهم كانوا في حالة إغلاق لفترة طويلة مع عدم وجود سائح يزورهم والآن حدث هذا".

ترسل نيوزيلندا وأستراليا رحلات استطلاعية لتقييم مدى الضرر بالمنطقة.

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن مياه البحر غمرت بعض الجزر النائية بالكامل.

يقول الخبراء إن ثوران بركان هونغا-تونغا-هونغا -هاباي، هو الأكثر عنفا في المنطقة منذ عقود.

وقد أثار الانفجار الذي استمر ثماني دقائق تحذيرات من حدوث تسونامي في العديد من دول المحيط الهادئ، بما في ذلك اليابان والولايات المتحدة، وتسبب في فيضانات في بعض الأجزاء الساحلية من ولايتي كاليفورنيا وألاسكا.

ألقى العلماء أول نظرة على ثوران بركان هونغا-تونغا-هونغا -هاباي، يوم السبت عندما حلّق القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-1A في سماء المنطقة.

هذه المركبة الفضائية عبارة عن منصة رادار يمكنها الرؤية من خلال الغيوم الكثيفة وحتى اختراق الرماد والوصول إلى سطح الأرض أو البحر وتصويره.

لقد أظهر بوضوح أن معظم حافة الحفرة التي كانت فوق مياه المحيط قد دُمِّرت - وهذا دليل على ضراوة الانفجار.

سيحرص الباحثون على فهم سبب حدوث موجات تسونامي التي أحدثت أمواجا، ليس فقط على الجزر المجاورة، ولكن أيضا على الشواطئ المحيطة بالمحيط الهادئ.

إلى أي مدى كان الانفجار نفسه مسؤولا عن تسونامي؟

يمكن لموجات الضغط أن تصنع ما يسمى "meteotsunami"بسبب تغير الضغط الجوي والعوامل الجوية وليس بسبب الماء فقط.

أو ربما كان تحرك المياه وإزاحتها نتيجة لانهيار غير مرئي لجزء من البركان تحت سطح المحيط.

المزيد من البيانات التي ستتكشف في الأيام والأسابيع المقبلة من شأنها أن تبين الحقائق.