مجلة "إيكونوميست" تكشف كيف تلاعب الكرملين بالانتخابات التشريعية

أشرف الكرملين على الانتخابات التشريعية بشكل جعلها تفرز "برلمانا جديدا مطيعا" للرئيس الروسي، فلادمير بوتين. رغم أن الحزب الحاكم تدهورت شعبيته بحسب استطلاعات الرأي قيبل الانتخابات، وتصويت أغلبية الروس لصالح الأحزاب المنافسة.

وتنقل مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها أن الإقبال على مراكز التصويت كان منخفضا كما الحال دائما، لكن النتائج أعطت حزب "روسيا الموحدة" الذي ينتمي إليه بوتين، ثلثي المقاعد في مجلس الدوما.

وقبل الانتخابات، حظر الكرملين المعارضة ومنع المراقبين المستقلين وكمم أفواه وسائل الإعلام المستقلة، وأقفل كل موقع على الإنترنت مرتبط بالمعارض أليكسي نافالني، وفقا للمجلة.

وأنشأت السلطات الروسية منصة إلكترونية للسماح للروس بالتصويت، ما سمح لأجهزة الأمن بالتطفل على المنصة والتدخل فيها دون الحاجة إلى تزوير بطاقات الاقتراع التقليدية.

وفي موسكو وحدها، سجل 2 مليون شخص من أصل 7.5 مليون ناخب مؤهل للتصويت عبر الإنترنت. ولم يكن أمام الكثيرين خيارا آخر.

وأوضح أحد المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات في بنك VTB، ثاني أكبر بنك مملوك للدولة في روسيا، أن رؤساء البنك أمروا جميع الموظفين بالتصويت عبر الإنترنت وتعقبوا أي شخص لم يفعل ذلك، وهددوهم بالفصل.

ويشير تقرير المجلة إلى أن العاملين العسكريين وموظفي الدولة اصطفوا أمام مراكز التصويت بعدما نقلهم رؤساؤهم إليها.

وحاول بعض الروس الاحتجاج عبر التصويت لأي مرشح ليس من الحزب الحاكم، إذ في بعض المناطق، وخاصة في الأورال وسيبيريا، حيث وجد الكرملين صعوبة في التلاعب بالتصويت، حصل حزب "روسيا الموحدة" الحاكم على نحو 35٪ من الأصوات، بنسبة مشاركة تقل عن 40٪، وبالكاد تغلب على الحزب الشيوعي، الذي فاز بأصوات الغاضبين الروس.

ويقول التقرير إن موسكو وسانت بطرسبرغ، حيث المشاعر المناهضة للكرملين أقوى، ومع إغلاق مراكز الاقتراع، كان الحزب الحاكم يتجه بوضوح نحو الهزيمة في معظم دوائر العاصمة، لكن الصورة تغيرت بشكل سحري لصالح الحزب الحاكم.

والسبت، تظاهر أكثر من ألف روسي بينهم أعضاء بارزون في الحزب الشيوعي في وسط موسكو احتجاجا على ما يعتبره معارضو الكرملين انتخابات شهدت تزويرا واسع النطاق وقد اعتقلت الشرطة عددا من النشطاء.

وفي مقر إقامته قرب موسكو، أشاد بوتين بنتائج الحزب الحاكم واصفا أداءه في الانتخابات بأنه "انتصار مقنِع"، وقال إن الديموقراطية الروسية تترسخ وذلك لدى استقباله قادة الأحزاب الخمسة الممثلة في البرلمان، بينهم القيادي المخضرم في الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف.

ويؤكد معارضو بوتين قيام السلطات بتزوير الانتخابات بعدما أظهرت النتائج أن حزب "روسيا الموحدة" المتدهورة شعبيته فاز بغالبية كبيرة من مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية التي أجريت في سبتمبر الحالي.