لن نحصل على إجابة من الحضارات الفضائية إلا بعد مرور 3000 عام!

أصبح استكشاف الفضاء والبحث عن الكائنات الذكية خارج الأرض عامةً أكثر طموحًا من غيره من العلوم الصعبة، إلا أنه ما زال مقيدًا بحدود تكنولوجيا عصرنا وطبيعة الزمان والمكان ذاتها، لهذا السبب تشير الدراسات الحديثة إلى أن الرسالة قد تستغرق 3000 عام حتى تصل إليهم.

واستنادًا الى الحالة الكارثية التي وصلت إليها الأرض، فقد تصل إليهم الرسالة بعد زوالها!

ربما الحضارات الفضائية قد اندثرت بالفعل!

نظرًا إلى أن الإشارات الراديوية وجميع الموجات الكهرومغناطيسية تتحرك بسرعة الضوء، فإن المسافات الشاسعة التي لا يمكن تخيلها والتي تفصل كوكبنا عن العوالم التي ربما قد تكون مأهولة بالكائنات الذكية تترك المتابعين الأكثر تفاؤلًا مع احتمال محبط، إذ إنه حتى لو اكتشف علماء الفلك بطريقة ما حضارةً فضائيةً على كوكب خارج نظامنا الشمسي، فبحلول الوقت الذي قد تصل فيه رسالتنا إليهم فقد يكونون موتى منذ زمن بعيد.

بحث عالما الفلك بجامعة هارفارد أبراهام آفي لوب وأمير سراج هذه المسألة، في دراستهم المستوحاة من مبدأ كوبرنيكوس، الذي ينص على أن الأرض ليست مركز الكون وليست ذات موقع مميز فيه. يوضح لوب أنه من غير المحتمل أننا نعيش في وقت مميز، بمعنى أن احتمال وجود كوكب آخر صالح للسكن مثل الأرض يمر الآن بما يشبه القرن الأول من الاتصالات اللاسلكية هو أقل من واحد من عشرة ملايين. يضيف لوب أنه من المتوقع حدوث استجابة فقط على نطاق واسع يتضمن أكثر من عشرة ملايين نجم، وحتى لو افترضنا أن الفضائيين الأذكياء قد تلقوا الإرسال من الأرض، فسوف يستغرق الأمر نحو 3000 عام كي نتلقى ردًا.

يطرح لوب احتمالًا أن الجرم بين النجمي «أومواموا» الذي زار النظام الشمسي في 2017 قد يكون شراعًا ضوئيًا فضائيًا.

إذا كانت تكنولوجيا الأرض هي المعيار العالمي، فقد ننتظر طويلًا!

اقتُرحت نظرية لوب حول أومواموا في بحث شارك في كتابته سنة 2018، وأضفى عليه طابع الرسمية لاحقًا في كتابه «العلامة الأولى للحياة الذكية خارج الأرض». دخل لوب لاحقًا في شراكة مع فرانك لوكين وزملاء آخرين مختصين بتقييم الظواهر الجوية غير المحددة.

اهتم سراج ولوب بجزء محدد من الدراسة، أطلقا عليه اسم «البحث عن استجابة ذكية خارج كوكب الأرض». وكما قد تتخيل، فهو محاولة للبحث عن الكائنات الذكية التي لم تندثر وقد تجيب عن رسائلنا، ربما ردًا على البصمات التقنية المرصودة على كوكبنا. قال سراج: «من المهم تقدير وقت الاستجابة من الكائنات الذكية، لأن مثل هذا التقدير يخبرنا بطبيعة عمليات «البحث» الفعالة، والآثار المترتبة على وجود إشارة مؤكدة، حال تلقينا واحدة».

السؤال الذي تحاول الورقة البحثية الإجابة عنه هو: متى نتوقع أن تحدث محادثتنا الكونية الأولى؟

من المفهوم أن الدراسة معقدة، لكن العالمين استنتجا أنه نظرًا إلى أن البشر ما زالوا في القرن الأول فقط من تكنولوجيا الراديو، وبالنظر إلى مبدأ كوبرنيكوس، فإنه في الوقت الحالي لا يجب أن نتوقع تلقي رد من حضارة خارجية. بعبارة أخرى، إذا وُجدت حضارة فضائية أخرى في مستوى مشابه لنا من التقدم التكنولوجي، فقد نحتاج إلى آلاف السنين لسماع رد منهم.