تنظيم حفل "زهرة المدائن" اقيم بغياب الاحتياطات الأمنية الرسمية

حادث التفجير الذي استهدف تجمعاً للحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء في منطقة " الجراف" يطرح العديد من التساؤلات الكثيرة حول دوافع الهجوم في حفل ذكرى إحياء يوم "عاشوراء" وقد يضع الكثير من المؤشرات لبدء صراع طائفي على غرار ما يحدث في العراق وهو ما يخشاه اليمنيون . كانت الحادث قبل صلاة المغرب بعشر دقائق بعد أن أنهى المحتفلون احتفالهم وشهدت قاعة زهرة المدائن إخلاء كبير من المتواجدين عقب الحفل إلا أن وبحسب المعلومات التي أكدت انه الهجوم كان يستهدف أشخاص بعينهم من الشباب في اللجنة المنظمة للحفل وهم ينتمون إلى حزب الأمة . قاعة " زهرة المدائن" الوقعة في الشمال من العاصمة صنعاء وعلى خط مطار صنعاء الدولي عادة ما تقام فيها الحفلات والمناسبات التي يقوم بها جماعة الحوثيين وفعاليات ومؤتمرات حزب الأمة الجديد الذي خرج مؤخراً إلى الحياة السياسية اليمنية وكان احد الأهداف التي سهل استهدافها بالهجوم الذي يعد الأول من نوعه. وتعد هذه المنطقة التي تتواجد فيها قاعة "زهرة المدائن " منطقة مفتوحة ولم تحط بها أي منشأة أو مقر امني أو عسكري من جميع الاتجاهات الأمر الذي جعل مدبر الانفجار يتمكن من استهداف المجاميع المشاركة في حفل ذكرى عاشوراء بطريقة ميسرة . ويعد عامل التوقيت للانفجار مناسبا وفقا للمعلومات التي حصلنا عليها أثناء خروج الناس وان محاولة الدخول إلى القاعة أمرا صعباً بسبب الإجراء الأمني والاحتياطات التي فرضها المنظمون للحفل . ووفقا للمصادر انه خلال خروج جزء كبير من الناس وانصرافهم عن المكان كانت الأجواء طبيعية ولم يكن هناك أي تحركات غريبة خلال الانتهاء من الحفل أمام القاعة إلا أن الحادث كان مفاجئاً وأربك الجميع حتى لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان الهجوم بقنبلة يدوية أو عبوة ناسفة . وكان الذين استهدفهم التفجير غالبيتهم من الشباب الذين ينتمون لحزب الأمة حديث النشأة بنسبة 99% سواءً الذين لقوا حتفهم بالانفجار أو الذين أصيبوا ،وتم إسعافهم إلى عدد من المستشفيات وهي مستشفيات المؤيد والمتوكل ومستشفيات أخرى ،وما يزال من بين المصابين العشرة اثنين منهم حالتهم خطرة . التحقيقات وبحسب النطاق الجغرافي لأقرب منطقة أمنية لمكان الحادث والتي تقع في إطارها قاعة زهرة المدائن - مكان الانفجار- بالتحقيقات دون وجود إجراءات وتوجهات استثنائية من قبل وزارة الداخلية اليمنية لكون الحادث خطيراً يستهدف جماعة بعينها وبمناسبة دينية أحدثت جدلاً واسعاً على مستوى الشارع اليمني كما تناولتها وسائل الإعلام المحلية المختلفة. وتم تشكيل لجنة تحقيق مشتركة من قبل حزب الأمة الذي استهدف الكثير من أعضائه والمنطقة الأمنية بمنطقة " الجراف " ولم تشر التحقيقات الأولية إلى تحديد الجناة والأطراف التي تقف ورائها ،حيث رجح المصدر ان التفجير ناتج عن عبوة ناسفة زرعت بالمكان إلا أن التحقيقات لم تؤكد ذلك . حزب الأمة والحوثيين القوا اللائمة على حكومة الوفاق الوطني ووزير داخليتها محملين في نفس الوقت الرئيس هادي المسوؤلية الكاملة لما حدث من استهداف للمناسبة الدينية والتي تعتبر حادث يمثل نزعة لحرب طائفية قادمة على اليمن . ردة الفعل لم تكن قوية بحسب تصريحات مسؤول في حزب الأمة من قبل الأطراف خاصة حكومة الوفاق والرئيس هادي والأحزاب السياسية ،إلا أن بيان الإدانة الذي أصدرته أحزاب اللقاء المشترك كان ضعيفاً ولم يدن التفجير بقوة ويدعوا إلى معاقبة المنفذين بعد تحديد هويتهم والجة التي تقف ورائه . وحذر الطرف المستهدف في الانفجار من التلاعب بالقضية واستغلالها سياسياً من قبل أي طرف سياسي وان من يوجه الاتهامات لجهة معينة إنما هو عبارة عن موقف شخصي لا يعبر عنهم خاصة بعد تصريحات الأمين العام لحزب الحق حسن زيد الذي قال أن من نفذ الهجوم معروف ،في الوقت الذي لم تحدد الجهة المعنية منفذ الهجوم وماهيته وهي المعنية بالأمر حسب المسؤول في حزب الأمة . وذكرت المصادر أن التنظيم للاحتفائية ليس له علاقة بجماعة الحوثيين وكان التنظيم من قبل مؤسسة البينة الاجتماعية الخيرية والحوثيين لم يكونوا هم الذين ينضموا للحفل بذكرى عاشوراء . المسؤول في حزب الأمة أكد أن هذا التفجير له أبعاد ومؤشرات خطيرة تؤثر بشكل كبير على الشعب اليمني وتفاديه الوقوع في صراع طائفي يحذر منه الجميع ومرفوض كونه سيلحق الأثر الكبير بالشعب،واصفاً الحادث بالإجرامي لا يقوم به إلا من قد باع نفسه للشيطان حد قوله يريد من خلاله إثارة النعرات الطائفية بين اليمنيين. وكالة "خبر" للأنباء حاولت الحصول على معلومات حول تشيع ضحايا الحادث من قبل احد قيادات حزب الأمة، ومن بعض اقرباء الضحايا لكنها لم تتمكن بسبب تحفظهم الشديد وتخوفهم من حصول تفجيرات اخرى اثناء عملية التشييع. وكان تجمعا لجماعة الحوثي تعرضت السبت الماضي لهجوم بقذائف "ا ربي جي" والرصاص الحي من قبل مسلحين مجهولين اثناء احيائهم لذكرى "عاشوراء" المصادف للتاسع من محرم ذكرى وفاة الإمام علي ابن ابي طالب كرم الله وجه، ادى إلى مقتل ثلاثة واصابة 13 اخرين.